آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

هكذا أعيش

ياسين آل خليل

فيودور دوستويفسكي، الروائي وكاتب القصة القصيرة والصحفي الروسي يقول ”سر الوجود الإنساني لا يكمن في البقاء على قيد الحياة فقط، ولكن في العثور على شيء ليعيش من أجله“

إذا لم تقرأ مقالتي السابقة والتي تحمل عنوان ”هكذا تعلمت“، فأنا أدعوك لقراءتها، قبل أن تُبحر معي في رحلة الإستكشاف هذه، عسى أن تكتمل لديك الفكرة، ونصل أنا وأنت إلى نفس الإستنتاج في النهاية.

يمكنك أن تجعل حياتك ممتعة للحد الذي لا يمكن تصوره، ودون أن يكلفك ذلك الكثير. السعي وراء أي شيء في هذه الدنيا، هو أمر في حد ذاته، يجعلك تنبض بالحياة على مدار الساعة وبشكل قد يصعب عليك تصديقه بعض الأحيان.

في عالم تكثر فيه الرغبات والمطالب، وتتقلص فيه الإمكانيات المادية، يتجه الكثير إلى العزلة الاجتماعية وقضاء معظم أوقاتهم يطاردون ما يمكن أن يجلب لهم راحة البال. التسمر أمام شاشة التلفاز أو قضاء ساعات طويلة تبحلق في الشاشة الصغيرة لجهاز تلفونك الذكي ربما يكون ثمنه معاناة أكثر، وإرهاق عقلي ونفسي لا يُحتمل. ما لا يدركه معظم الناس هو، أن العثور على الراحة يكمن في المزيد من العمل والمثابرة الجادة، لا في الجلوس المطول على الأريكة وانتظار الفرج.

حتى تتمكن من العثور على شيء يستحق العيش من أجله، عليك أن تتمسك ب معتقداتك وقيمك. لا شك، أن المعتقدات والقيم تؤثر على القرارات، وتشكل تصرفات الإنسان، وتحدد أولوياته القصيرة منها، والطويلة المدى.

لتحيا حياة هادفة، عليك أن تحدد الأنشطة التي تنوي القيام بها، والتي تحوز على الأهمية القصوى بالنسبة لك. عليك أن تصحو كل صباح، وأنت تحمل تلك الروح المتأهبة لمواجهة تحديات يومك الجديد. تابع أحلامك بحماس واشتغل بالمثل القائل ”إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا“.

لا تعش لنفسك فقط، اصنع فرقًا ملموسًا في حياة الآخرين، ودون أن تتوقع مكاسب شخصية وراء عملك. إجعل لنفسك قيمة حقيقية على سطح الأرض بوجه العموم، وفي مجتمعك على وجه الخصوص. إجعل لوجودك علامة فارقة تميزك عن غيرك من الناس، وذلك من خلال القيام بعمل شيء ما، يتطلب شجاعة غير عادية، ويترك أثرًا إيجابيا لامعًا يذكرك فيه الآخرون سنينًا بعد رحيلك عن هذا العالم.

اسعى لأن تعيش حياة دون ندم، تسعد فيها بكل تجربة تمر عليك، ودون أن ينتابك قلق أو تأنيب على كيفية النتيجة التي تخرج بها في كل تجربة. عندما تحقق الوضوح التام في رؤيتك للأشياء، فإنك ستشهد منظورًا جديدا لحياتك، يتجلى فيه الرضا عن ذاتك وعن مجمل ما تتطلع إليه في حياتك الآنية والمستقبلية.