آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الشيخ الصفار: الكفاءة والإنجاز هما معيار الأشخاص.. لا كبر السّن

الشيخ حسن الصفار
الشيخ حسن الصفار
جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار إن أعمار الأشخاص طولا أو قصرا لا تعدّ وحدها معيارا للكفاءة فلطالما كان الأصغر سنّا أكثر كفاءة وأعظم إنجازا في الحياة قياسا على من هم أكبر سنا.


وقال الشيخ الصفار خلال خطبتي الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف إن المقياس الحقيقي لكفاءة الإنسان لا يكمن في مدة العمر ”وإنما في نوعية الحياة التي يعيشها الإنسان والكفاءة التي يمتلكها والإنجاز الذي يقدمه“.

وأضاف القول ”ربّ صغير في السنّ صاحب كفاءة وذو انتاج وإنجاز أفضل قيمة من آلاف يكبرونه في السنّ“.

وأوضح الشيخ الصفار بأن سيرة النبي الأكرم وأئمة أهل البيت مع أصحابهم كانت تصب دائما في اتجاه تقديم الأكفأ لمراكز القيادة والإدارة وإن كان صغير السنّ نسبياً.

وتناول تعيين النبي واليا شابّا على مكة المكرمة بعد فتحها هو عتاب بن أُسيد وعمره 21 عاما وقال قولته الشهيرة ”فلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ“.

وعلى هذا النحو قدّم الإمام الصادق غلامًا بالكاد اختط عارضاه هو هشام بن الحكم على كبار شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبى جعفر الأحول وغيرهم.

وبمناسبة ذكرى وفاة الإمام الجواد تاسع أئمة أهل البيت وأصغرهم سناً التي تصادف اليوم قال الشيخ الصفار ”ان حياته كانت زاخرة بالعطاء، وفرض كفاءته على الساحة العلمية مع صغر سنه“.

وأوضح بأن الإمام الجواد الذي لم يعّمر سوى 25 عاما خاض نقاشات علمية كان ذا كعب عال فيها على نحو فاق علماء عصره ومنهم قاضيا القضاة في عهدي المأمون والمعتصم العباسيين.

ومضى يقول بأن الإمام تلقى بعد وفاة أبيه ما يزيد على 30 ألف مسألة فأجاب عنها بأكملها، علاوة على من تربى على يديه من تلامذته وأصحابه والراوين عنه الذين بلغوا «272» وفيهم فقهاء بارزون وعلماء وأصحاب تصنيفات.

وفي موضوع ذي صلة أشار الشيخ الصفار إلى اختلاف أقوال علماء الشيعة حول سبب وفاة الإمام الجواد على حداثة سنّه وما إذا كانت وفاة عادية أم نتيجة تعرضه لعملية اغتيال بالسُم.

وقال ان الشيخ الصدوق ومعه مشهور الشيعة يرون أن النبي والائمة كلهم ذهبوا عن الدنيا اما قتلا أو سُما. فيما عارضه في ذلك الشيخ المفيد.

وختم بتوجيه صادر عن الإمام الجواد جاء فيه ”حَسَبُ الْمَرْءِ مِنْ كَمَالِ الْمُرُوءَةِ أَنْ لَا يَلْقَى أَحَدا بِمَا يَكْرَه“، مشدّدا على ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين في كل تصرف أو قول سواء مع الأقربين أو الأبعدين، صغارا كانوا أم كبارا.