بالدليل.. المؤرخ الجنبي ينقض إطلاق اسم ”كيتوس“ على القطيف قديماً
نقض المؤرخ عبد الخالق الجنبي صحة الاسم ”كيتوس“ المتداول على أنه اسم قديم للقطيف، والذي تبناه باحثون وسلموا به في بحوثهم وكتبهم على أن مؤرخون يونانيون أطلقوه عليها، مؤكداً أن الاسم ظهر كتخمين من ناقل، وليس تسمية من مؤرخ.
وجاء ذكر الاسم في معرفات عديدة، حيث تنقله ”ويكيبيديا“ في معرف البحث عن القطيف على أنه الاسم القديم الذي ذكره المؤرخون الإغريقيون لهذه المنطقة، وذهب أصحاب المحلات التجارية، والمنتديات الأدبية لتسمية محلاتهم ومنتدياتهم به.
ويصحح الجنبي الاسم بأنه ”كيبوس“ لا ”كيتوس“، وليس له أصلٌ ثابت، بل جاء تماهياً مع صرعة التحضُّر الزائف، وأن مؤرخي اليونان لم يطلقوا اسم «كيتوس» على القطيف كما هو متداول، ولم يطلقه عليها أي مؤرخ آخر من غيرهم.
وفي التفاصيل، أوضح المؤرخ الجنبي في استفسار لـ «جهينة الإخبارية» أنّ المؤرخ الروماني «بليني» أو «بلينيوس» الأكبر المتوفى عام 79 للميلاد؛ ذكر في كتابه «التاريخ الطبيعي» أسماء المواضع الواقعة على ساحل الخليج الغربي، فذكر من ضمنها خليجاً أسماه ب «خليج كيبوس»، أو «Capeus Bay»؛ قال إنه يقع إلى الجنوب من جزيرة إيكاروس التي هي فيلكا الكويتية الآن.
كما أشار إلى أنّ المؤرخ العراقي جواد علي قال في الجزء الأول من كتابه الشهير «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام؛ ط. بغداد 1993م» تعليقاً على كلام بلينيوس أنَّ «Capeus» هذا الذي ذكره قد يكون محرفاً عن «Cateus» الذي ذكر أنه قد يكون هو الآخر محرفاً عن الكلمة العربية «خطّ» أو «Catt»، مبيناً أن ذلك كان رأي مبني على الظنّ لا اليقين.
ولفت إلى أن الأمر ذاته درج عن جزيرة أوال «البحرين» حيث ذكر بعض المؤرخين اليونان والإغريق اسم «Aradus»، وأرادوا به «عَراد» الموضع المعروف في جزيرة المحرَّق الآن معللاً أن حرف العين هو حرفٌ غير منطوق في اللغتين الإغريقية واللاتينية، فيستبدل بالحرف «A».
وذكر أنهم أسموا «عراد» «أرادوس»، فما كان من مدّعي التحضر إلا أنْ أسموا هم أيضاً بعض محلاتهم ومنتدياتهم اسم «أرادوس» مع أن الأصل فيه هو عراد.
وأردف أنّ هؤلاء المؤرخون الذين ذكروا هذا الاسم لا يستطيعون نطق العين، فنطقوها ألفاً جرياً على عادتهم في نطق مثل هذه الأسماء الحاوية على حرف العين؛ مثل تسميتهم «عنك» «انَك»، و«العوامية» «الأوّامية»، وهكذا.
وأرفق المؤرخ الجنبي في جوابه صورتين لقصاصتين؛ أولاهما للجزء الذي ذكر فيه اسم «كيبوس» وليس «كيتوس» من كتاب «التاريخ الطبيعي» لبليني، والثانية للجزء الذي ورد فيه تخمين جواد علي في كتابه «المفصل في تاريخ العرب» أنّ «كيبوس» قد يكون تحريفاً لـ «كيتوس»، معللاً بها على أن كل ما في الأمر هو تخمين من ناقل، وليس تسمية من مؤرخ.
