آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

الحج بصحة يبدأ من الوقاية

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

تشرفت حكومة المملكة العربية السعودية بخدمة زوار الحرمين الشريفين، وحرصت على تأمين كافة وسائل الأمن والراحة لهم إيمانا منها بواجبها والأمانة الملقاة على عاتقها، مسخرة لذلك الإمكانات والجهود والطاقات.

وامتثالا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - بتقديم أفضل الخدمات الصحية والطبية المتميزة لضيوف الرحمن من حجاج وزوار، فقد حضرت وزارة الصحة نفسها بكافة استعداداتها التقنية والبشرية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج، وبتوفير أجواء صحية ملائمة تمكنهم من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وذلك من خلال العديد من المرافق الصحية المنتشرة بمناطق المملكة، ابتداء من المنافذ الرئيسية للمملكة مرورا بمناطق الحج وصولا للمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، والتي تم تجهيزها ودعمها بكافة احتياجاتها على مختلف المستويات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والإسعافية والتوعوية.

يشكل موسم الحج بما يميزه من تجمع حاشد من البشر في أماكن محدودة خلال فترة زمنية محددة عاملا يزيد من احتمالية حدوث فاشيات أو أوبئة للأمراض المعدية، وبصفة خاصة الأمراض المنقولة بالرذاذ أو الماء أو الغذاء، وكذلك التي تنتشر عن طريق نواقل المرض، فلذلك تنفذ وزارة الصحة أحدث المستجدات والتوصيات الوقائية وبالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية مثل مراكز مراقبة الأمراض الدولية.

وانطلاقا مما تملكه وزارة الصحة من تجارب وخبرات متراكمة في طب الحشود، فقد اتخذت العديد من الإجراءات منها على سبيل المثال لا الحصر:

1 - إصدار الاشتراطات الصحية المحدثة سنويا حسب المتغيرات الوبائية العالمية وتعميمها على جميع الدول التي يفد منها الحجاج.

2 - تفعيل مراكز المراقبة الصحية بمنافذ دخول الحجاج البرية والجوية والبحرية، لتقوم بأدوار وقائية وعلاجية وإسعافية، ودعمها بالاحتياجات اللازمة من القوى العاملة والمستلزمات الطبية «اللقاحات والأدوية الوقائية وغيرها»، لتشغيلها على مدار الساعة يوميا خلال الموسم، إضافة إلى إسعافات مجهزة لنقل الحالات المرضية للمستشفيات المشاركة في الحج. وتحقق هذه المراكز الرقابة الفنية وتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل النقل المختلفة والحجاج القادمين والمواد الغذائية المستوردة لحماية المملكة من تسرب الحالات المرضية المعدية والمحجرية وانتشارها.

3 - تفعيل دور مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة هادفين إلى رفع معدلات الاستجابة والتفاعل مع حالات الطوارئ الصحية، والمساهمة في تقوية نظام المراقبة عبر الرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها في المرافق الصحية المنتشرة في مناطق الحج.

4 - نشر الوعي الصحي بين الحجاج قبل قدومهم من بلدانهم حتى عودتهم، من خلال الإرشادات والاشتراطات الصحية بمختلف اللغات، مع التركيز على الأمراض الشائعة بالحج والتسمم الغذائي وطرق الوقاية منها، والتي يتم تسليمها لوزارة الخارجية لتوزيعها على سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين بالدول التي يفد منها الحجاج للإسهام في تضافر الجهود المبذولة في توعية الحجاج في بلدانهم. وكذلك عند وصولهم إلى المملكة عبر المنافذ وخلال موسم الحج باستخدام وسائل التوعية الصحية المختلفة وبلغات متعددة.

5 - إطلاق حملات التطعيم الوقائية لسكان منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاركين في برنامج الحج من مختلف القطاعات بلقاح الحمى المخية الشوكية، ولقاح الأنفلونزا الموسمية.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي