آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

المرأة بوصفها شريكة لا مجرد زينة!

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

التعديلات القانونية التي أجريت في السعودية مطلع أغسطس الجاري، والمتعلقة بالنساء وإمكانية السفر وإصدار وثائق الأحوال المدنية بشكل مستقل - خطوة في مسيرة طويلة من التحولات التي تعيشها المملكة، وتهدف إلى ترسيخ مبدأ ”سيادة القانون“، وخلق مجتمع طبيعي، متخفف من القيود التي أثقلت كاهله.

هنالك قيادة سياسية في السعودية تعي أهمية تمكين المرأة، وأن الموضوع هو ”حق أصيل“ لا يصح سلبه من فرد، بسبب فوارق جندرية. وهنالك رأي عام واسع آخذ في التشكل، يؤمن بهذه الرؤية، وداعم لانخراط النساء في سوق العمل والمجال العام والنشاطات الاجتماعية والتطوعية والمدنية المختلفة.

هذه الرافعة المجتمعية مهمة؛ لأنها الأرضية التي يبني عليها صناع السياسة قراراتهم المستقبلية. وهم من سيكونون داعمين ومنفذين مخلصين لها. من هنا، تأتي أهمية أن يشارك الناس بمختلف أطيافهم في عملية الإصلاح الجارية، وهي مشاركة يجب أن تبدأ عبر تغيير البنية الثقافية.

التعليم هو المدخل الأولي للتبدل المعرفي، وكسر الصور النمطية السائدة، ومساءلة الآراء الأحادية التي بقيت سنوات طويلة تتسيد المشهد. لذا؛ من الأهمية بمكان أن يتم ترسيخ مفهوم الشراكة بين النساء والرجال في المناهج الدراسية، وإعادة الاعتبار إلى المرأة وحقوقها، لا بوصفها شيئًا لطيفًا ينبغي للرجال صونه، وإنما؛ لأنها كيان حر عاقل مستقل، على قدم المساواة مع الرجل.

حصول تبدل في ذهنية الأجيال الجديدة تجاه النساء، وتعزيز ثقافة احترام ”حقوق الإنسان“ لديهم، سيدفعهم تلقائيًا إلى اتخاذ مواقف إيجابية، حضارية، لا خوفًا من القانون وعصاه الغليظة، وإنما لوجود إيمان داخلي نابع من موقف ثقافي راسخ.

المدارس والجامعات يجب أن تكون هي الأخرى بيئات محفزة على احترام الاختلافات القائمة على الجندر أو العرق.. بحيث تكون هنالك مناهج وحلقات نقاش وأنشطة متعددة، تدعم فكرة التنوع البشري، وأن هذا التنوع هو عنصر قوة، وطبيعة وجودية في جميع المجتمعات.

بالطبع، هنالك الأسرة، التي هي النواة الأولى، التي يتشكل داخلها الطفل، ويلحظ من خلالها طريقة التعامل بين الأبويين.

الأسرة القائمة على أفضلية ”الذكر“ نمط قديم، رتيب، وبيئة غير صحية للتربية. ولذا؛ على الأبويين أن يكونا أكثر اهتمامًا في خلق علاقات داخل الأسرة قائمة على المساواة والتكاتف والاهتمام بين الجنسين.

لقد ”لعبت النساء دائمًا دورًا أساسيًا في تنمية بلدنا، وسيواصلن القيام بذلك على قدم المساواة مع نظرائهن من الرجال“، كما غردت سفيرة المملكة في واشنطن ريما بنت بندر. وآن للسعوديات أن يحصلن على فرص عادلة وتامة، ليكن شريكات حقيقيات لا مجرد زينة، كما يريد بعض المتردين!.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد جاسم
[ الأحساء ]: 10 / 8 / 2019م - 5:59 م
المساواة شيء مختلف تماماً عن العدالة.
فنحن يجب أن نشجع على العدالة لا المساواة.

افترض لديك ولدين بعمر ٥ و ١٠ سنوات.
المساواة أن تشتري لكل منهما نفس الملابس بنفس المقاس.
أما العدالة هي أن تشتري لكل منهما ما يناسبه.

فهل من المناسب أن تزاحم المرأة الرجل في سوق العمل مع وجود الرجل العاطل عن العمل؟!
وشريكة حياتي بإمكانها أن تساهم في بناء المجتمع بتربية أجيال نفخر بها بدلاً من رمي الأطفال من شخص إلى آخر أو من خادمة إلى أخرى بسبب الانشغال بالعمل الوظيفي مما يهدم أي أفكار نحاول ترسيخها في أبنائنا.