آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 2:36 م

بوصلة دمع وحزن

عبد الله حسين اليوسف

جاءت الليلة الرابعةعشر من المحرم وقبل الآذان بنصف ساعة كان ولدي وابنتي الصغيرة جالسان في بهو البيت مستعدين بملابس الخروج وذلك للذهاب الى المأتم كعادتنا الليلية بعد صلاتي المغرب والعشاء.

وهنا التفت إليهم قائلا: لقد انتهت أيام العزاء الثلاثة عشر من المحرم.

بادرتني ابنتي بالقول هل الإمام الحسين استشهد وانتهى العزاء والحزن عليه وقفلت المجالس أبوابها؟

قلت لها: لا لكن معظم المجالس الرئيسية تتوقف بعد الثالث عشر من المحرم وتبقى بعض المجالس التي تواصل القراءة في شهري محرم وصفر وبعضها طوال السنة.

هنا تساءلت ابنتي لم نكمل القراءة بعد استشهاد الإمام الحسين ومعرفة ما جرى على النساء والأطفال وما قالته السيدة زينب من خطب وكذلك الإمام زين العابدين ؟.

شكرت لها سؤالها وقلت لها: سوف نخصص وقتا لنبحث ونقرأ بعض الكتب التاريخية المعتبرة ونستمع إلى بعض المحاضرات التي تناولت تلك القضية بشكل مفصل من مصادرها المعتبرة.

حمدت الله وشكرت لهم حضورهم معي للمجالس طوال ليالي العزاء من محرم حيث كان لهم دور في الحضور والمشاركة والتطوع لخدمة مآتم الإمام الحسين . والمشاركة في مراسم العزاء مع الأشبال الحسينية.

لقد لفت نظري جلوسهم في المأتم حيث كانت ابنتي تحمل قلما ودفترا وتسجل كل ما يذكره الخطيب من نقاط مهمة ومعلومات ذات قيمة أخلاقية أو علمية أو دينية وغيرها أما ابني فكان لديه جوال يسجل فيه بعض المقاطع من نعي المصيبة وبعض المقاطع المهمة من المحاضرة.

وقد كانا يختاران الجلوس في وسط المجلس فسألتهم لماذا ذلك؟

قالا لي: نحن نخجل من كبار السن ومن مزاحمة من لهم الأولية في الجلوس على الكراسي.

وبعد الانتهاء من المجلس وعند العودة كنا نتناول كل ليلة ما سجلته ابنتي وما رصده ولدي وكنت أحرص على البحث في بعض الكتب والاستماع لبعض المحاضرات والرجوع إلى بعض المشائخ لأخذ الإجابات النموذجية التي تتناسب مع عمر أبنائي ومستوى تفكيرهم.

وقدمت لهما هدية عبارة عن مبلغ من المال مع بعض الكتب المهمة حول قضية كربلاء وبعض القصص حول أبطال كربلاء كما طلبت منهم تسجيل النقاط المهمه وتدوينها في الحاسوب وحفظ تاريخ وعنوان المحاضرة وذكر اسم الخطيب. كما قمنا بتحضير ركن في البيت يحتوي على خيمة وسيف ودرع وقربة ماء وسهم وطفل في مهد

وبجانبه نهر جاري وهو عطشان وكلما مر يوم من محرم توضع علامة بتسجيل اسم اليوم والأحداث التي تذكر فيه.

نتمنى ان نستفيد مما قاله الخطباء فأحداث كربلاء عضه وعبرة وهي درس لكل الاجيال وكتاب مفتوح تستطيع ان تأخذ منه ماتريد ويجد الكل ضالته من أطفال وشباب ونساء ورجال.

عظم الله لكم الأجر بمصابنا بالإمام الحسين ..