آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:19 م

ما يعنيه لنا اليوم الوطني عندما يستهدف الوطن

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

في 23 سبتمبر من عام 1932م أصدر المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود مرسوما ملكيا يقضي بتحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى المملكة العربية السعودية.

بهذا التاريخ نحتفل سنويا بمناسبة اليوم الوطني الذي يجسد تاريخا من الإنجازات بدأت بتوحيد أجزاء شبه الجزيرة العربية بمناطقها وقبائلها تحت راية التوحيد وتأسيس الدولة الحديثة.

من خلالها تم توطين البادية وتشجيع التعليم والوزارات والدوائر الحكومية وتوسعة الحرمين الشريفين وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه وخدمة زوار بيت الله الحرام، واستقدام شركات التنقيب عن النفط وتكريره، وإنشاء شبكات الطرق والمياه والكهرباء والاتصالات واستتباب الأمن وغيرها من إنجازات نعيشها اليوم في ظل دولة مستقرة سار فيها أبناء المؤسس من بعده لتطوير الدولة وتوفير الراحة لسكانها من مواطنين ووافدين وآخرها وليس أخيرها دولة الحداثة التي ستشهدها المملكة بتحقيق رؤية 2030 بعهد سلمان الحزم ورؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله.

كان هذا العام حافلا بالتغييرات التي لامسناها كمواطنين ومواطنات من حيث القرارات وتحسين الإجراءات من ذلك تمكين المرأة والتعامل مع البطالة ومحاربة الفقر وخطط التوطين المستمرة، وفي الترفيه والسياحة والاستثمار وتحسين البيئة والتقليل من التلوث والنهضة في الصحة والتعليم والإسكان والزراعة والطرق والنقل والمواصلات ومحاربة الفساد، وتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية حتى يستفاد من الموارد المتاحة ومنها النفط لتظل السعودية بمكانتها شامخة ونعيش برفاه نحن والأجيال القادمة.

ولتتحول المملكة بشعبها إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات وتستمر مسيرة التقدم والبناء الحضاري والاجتماعي والاقتصادي كي ترقى في مسار التقدم والتطور ليجعل منها قوة عظمى في الشرق الأوسط وفي مصاف الدول المؤثرة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

ذلك ما جعل السعودية حكومة وشعبا مستهدفين حتى لا ترقى لمكانة تعتبر مهددة لدول سعت بكل السبل لإضعاف هذا الكيان والتشكيك في الإنجازات واختلاق المشاكل واختراق السيادة واللحمة الوطنية من خلال تأجيج الصراعات القبلية والمناطقية والطائفية واللعب على حقوق الأقليات والمرأة وغيرها.

فكان الشعب مصداقا في وقفته مع حكومته ورموزه الوطنية متصديا ومواجها ومؤمنا بأننا في مركب واحد يجمعنا مصير مشترك، فسعى العدو لاستهداف منشآت أرامكو وباعتراف من الحوثي الذي تدعمه إيران وبرسالة خبيثة توحي باختراق الوطن من الداخل ووجود من يساعدهم في تحقيق مآربهم الدنيئة التي تستهدف ثروات الوطن وموارده وقبل اليوم الوطني الذي يجسد الاحتفال بين الشعب وقيادته، ساعين بذلك لإضعاف هذه اللحمة والتشكيك في الأمن والتخويف من المستقبل.

إن إحياء يوم الوطن مسؤولية تلزمنا كمواطنين لتجديد الروح التي يحتفل بها المواطن مع الدولة معبرين فيها عن محبتنا وثقتنا ومشاركتنا، وتأكيد الولاء..

هنا ينبغي أن يكون هذا الاحتفال مميزا ليكون الرد منا نحن المواطنين والمواطنات مجددين فيه البيعة مؤكدين على أننا مع وطننا وقيادتنا في المكره قبل المنشط صفا واحدا كل بمجاله، ومعبرين بسلوكنا قبل أقوالنا أن حب الوطن عقيدة ومسؤولية وأن كيان المملكة الموحد هو القوة الحقيقية التي يستمدها الوطن ليستمر في مسيرته رغم إرجافات الأعداء التي لم ولن تهزنا.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي