آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

أبو فهد.. يساعدني في تعبئة جفاف قلمي

الدكتور نادر الخاطر *

جفت محبرتي وتوقفت عن الإبحار بقوارب الفكر في الكتابة عن رحيل صاحب الوجه المبتسم ”المهندس بدر الحصار“ لكن اليوم العم أبو فهد الحصار يعيد تعبة محبرتي بلون العاطفة، يحرك قلمي بعد أن أصابه الجفاف ويعيد تعبئته من التعقيبات.

عبد الله الحصارتعقيبات أبو فهد تبحر بقوارب العاطفة وتغوص في شخصية ومواقف زوج ابنته ”المهندس بدر“ حيث كان في تعقيباته ما تحمل تهيج العاطفة، ادعوكم أختي الكريمة أخي الكريم في الركوب معنا في الزورق والإبحار في تعقيبة أبوفهد ما تحمل من العاطفة الأبوية الكبيرة: نعم نبض الكلمات واقعا تصف توقف نبضات قلب الأخ والصديق والإبن الراقي الأنيق، كلماتك أثارت هياجا لمناظر وشريط ذكريات طويل ينتزع الدموع من الجفون وحديث يفطر القلوب وأسف شديد دون أن نغفل أن القدر بإرادة الله سبحانه وتعالى واسمح لي تعقبا لمقالك الذي أشجاني بالآتي:

ليس جديدا أو أن آتي ببدعة بل الواقع والحقيقة هذا بدر اسم على مسمى، انشغاله بعمله متفاني مخلص مبدع قليل في وصفه حريص على التطوير أينما تطلبه تجده يعمل على مدار الساعة دون مبالغة يثبت ذلك العدد الكبير من زملائه الذين حضروا الصلاة على جثمانه والمشاركة في التشييع سيرا من المغتسل إلى المقبرة وفي موقع العزاء وهم يعملون في مناطق مختلفة ومن جنسيات عديدة بل وسيل لم يتوقف من الإتصالات منذ علم زملائه بالحدث الجلل، لكن الأثر الإنساني تجلى في كلماتهم المفعمة بشاعرية ممزوجة بألم الفرقة وكانت التعزية نابعة من صميم القلب والتي تفيض بمشاعر جياشة بالحب ومدح الصفات الناصعة التي يمتلكها الفقيد ونفذها طيلة حياته ومن كلماتهم: «من كانت أخلاقه الراقية وتعامله مع الموظف الصغير قبل الكبير المتواضع المبتسم، من يساعد الكل دون تفريق، من يفزع لإعانة الباحثين عن العمل، من يساعد المحتاج منهم، من يدير شبكة عريضة من التواصل حيث يختار رسائله اليومية بكل عناية وتهذيب، فكل واحد يقول كان الأمل آخر رسائله صباح الأحد، وبعضهم يقول رسالة العزاء سبقت فتح آخر إيميل منه، ومن هذه جهوده وتلك إنجازاته وتعامله الإنساني الراقي الواعي مع الجميع صفحة ناصعة وقدوة حسنة لا خوف عليه» نعم لا خوف عليه لكن لوعة الفراق الذي لا لقاء يرجى بعده تشعر بالفراغ الذي تملؤه الذكريات التي تجرح ولا تداوي تفتك ولا تلتئم غير أن الأمر كله لله.

تعامله الراقي في العمل ليس سوى انعكاسا لحياته اليومية مع أسرته الصغيرة يتابع يوميات ابنه أحمد وابنته شهد بكل تفاصيلها لذلك كان قريبا منهم وهم ملتصقين به ملبيا لرغباتهم ومناقشا متمرسا لمشاعرهم فكان حجم الحدث كارثي لا تستطيع الكلمات وصفه هذا وهما بعيدين عن لحظات الفراق ومعاناته مع آلام الذبحة الصدرية ونفاذ الجلطة لسويداء القلب حيث عطلت عضلة القلب وتوقف النبض وام احمد ترى ولا تستطيع إنقاذه ليخطف الموت حبيب القلب بشكل سريع ومفاجئ وصاعق قبل وصوله باب المستشفى ومحاولات طبية لم تجدي نفعا، ساعد الله قلوبهم وربط الله عليهم بالصبر والسلوان.

مشاعر واحاسيس الوالدين ضخمة وثقيلة لن نأتي على تكرار تعامله الأسري فهو الإبن المهذب البار الرحيم بهما كيف لا؟ فهذا والده يصرح ويفصح ويصف جزءا يسيرا من ذلك فحين يعود من عمله أو يسافر أو يرجع من سفر فيبدأ بتقبيل أقدام ورأس والديه وهي جزء يسير من بروتوكولات تعامله معهما وبره بهما والسهر على خدمتهما ومساعدته لإخوانه وأخواته ولطف العناية بهم وحرصه عليهم.

رحمك الله يا غالي ونسأل الله تعالى أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يحشرك الله مع من أحببتهم في الدنيا وتواليهم سيدنا الحبيب المصطفى النبي محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين والفاتحة لروحه ولأسلافه وللمؤمنين والمؤمنات وإنا لله وإنا إليه راجعون.