آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:19 م

هل كل الرحلات الأسرية سعيدة

المهندس أمير الصالح *

بعد كل اجازة سنوية قد ينفق بعض أرباب الأسر مبالغ كبيرة لتغطية نفقات الحجز للفنادق والطيران والمواصلات وتذاكر دخول مدن الألعاب الترفيهية وحضور فعاليات ترفيهية موسمية والأكل في مطاعم متنوعة فاخرة لأفراد أسرهم؛ ومع كل ذلك الجهد والمصروفات المكلفة الا انه البعض من أرباب الأسر قد لا يحرز اي مكاسب تذكر ولو حتى على صعيد التعاطف او الاندماج أو تذويب الجليد العاطفي أو التحبب من طرف بعض أبناؤه لاسيما المراهقين منهم؟! بل بعض الآباء يسمع كلام لا يليق من بعض ابناءه المراهقين ك قول بعض الابناء المراهقين المعبرين عن أنفسهم دون مراعاة للهرمية العمرية: يا ليتني لم أطلع معكم؟ أنا خرجت معكم ارضاء لـ أوامركم؟

يُكفر البعض من الآباء عن تلك الرحلة الأسرية برحلة أخرى بالسفر بمفرده او مع أصحابه ليشبع روح الثناء الذاتي والاستمتاع النفسي دونما اي مُنغص لمعيشته او مُكدر لمزاجه او متندر ينق عليه.

هذا المشهد وذاك مثار أسئلة عدة في ذهن بعض الآباء ومثار شفقة على بعض الابناء أو تندر من كلا الطرفين. ماذا يجب على أولئك الاباء ان يصنعوا ليتحببوا لـ ابناءهم المراهقين وماذا على الابناء ان يفعلوا أو يقولوا ليكسبوا المحيط الأسري. لعل البعض من الآباء يتسأل: ماهي أسباب الركود العاطفي لدى بعض الابناء؟ ولعل البعض من الابناء يتسألون في ذات الوقت: ماهي أسباب الركود الفكري لدى الآباء؟. هل هو الأسلوب المنفر من الأب او حجب المشاركة في القرار عن الابناء او تضارب الالتزامات والتخطيط بين بعض الاباء والابناء او اختلاف التطلعات والاهتمامات والتعلقات أو... او... إلخ.

كتابات وكتب سُطرت لتغطي أساليب التربية الصحيحة وأضحت بالية أو دون مستوى الفعالية المطلوبة مع تقادم الأيام وتغيير المعطيات بين الاجيال x وy وz؛ هناك تغييرات عدة ومدخلات متفرقة جعلت الصياغة التربوية مختلفة والفروقات بين ابناء الأجيال في تباين واضح وجلي مع مرور الأيام وقد يصل حد التنافر في بعض جوانبها او التراشق في النعوت السلبية. الأساليب التربوية الناجعة لابد لها ان تتكيف ومعطيات الزمكان والبيئة المتغيرة تشريعا او ممارسات اجتماعية. بات ضروريا مشاركة الآباء لابناء الجيل الصاعد اهتماماته وهواياته ومصطلحاته اللغوية وعوالمه الفكرية وأساليب تخاطبه لكونه ابن الجيل z المنغمس حتى النخاع بعالم الدجيتال او يكاد ان ينغمس يحاكي سلوكيا مجتمعات عدة على نطاق عالمي ومجتمعات صناعية مختلفة.

وأيضا لكون بعض ابناء الجيل z اسقطوا او يمارسوا إسقاط الهرمية العمرية والسلطة الأبوية وقد يتجرأون على إسقاط هيبة وسلطة ما هو اكثر من ذلك مع تقادم الازمنة. ولعل الحوار الموضوعي ذو الأريحية بين الآباء والابناء والأحفاد لاسيما في حالة وجود مراهقين هو البوابة الأكبر لاستيضاح مواقف كل طرف قبل الولوج في أي نشاط اسري سواء رحلة اجازة منتصف العام أو نهاية العام أو أي نشاط اخر. اجيال مختلفة التوجهات والهوايات والرغبات والنزعات والأمزجة تحتاج لمعالجات مختلفة.

وقيل قديما:

في الوقت الذي تدرك أن والدك كان على حق... سيكون لديك ولد يعتقد أنك على خطأ.