آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

رحيل عاشق

سلمان العنكي

إذا شئت النجاةَ فزر حسيناً لكي تلقى الاله قرير عينِ.

ويقول آخر قد فاز من لاقى المنية وهو محمود العواقب.

فاز فقيدنا المؤمن الحاج/ علي قاسم مهدي الحايك - أبو حسن - بالشرفين حسن العاقبة وزيارة الحسين وإن حال بينه وبينها الموت.

خرج مهاجراً من بيته يوم الثلاثاء 1441/2/16 حباً لأولياء الله متوجهاً شوقاً وعشقاً لزيارة ابي الاحرار يحث المسير يتساءل متى الوصول؟

وما ان استقر به الحال لساعات في نجف الكوفة مسلماً على مَن شرفها أمير المؤمنين حتى خرج يعدو السير مقصراً الخُطى في مشيه قاصداً معشوقه حتى انتصف به الطريق بين الشفيعين وكأنه يشعر بوصول رُسل الموت اليه.. فهاتف أبناءه مسلماً موصياً لهم بوصايا.. وماهي الا دقائق معدودة حتى سلم الروح الى بارئها تحمل معها غبار زوار الحسين. تظللها أغصان رياض من جنتين.. بين مؤمنين موالين أخيار لحق بهم عند سماع نعيه مهرولاً من تواجد هناك من اصدقائه وعارفيه واهل بلده القديح.

لم يُترك تعلوه بواترُ سيوف اوتطأه حوافرُ خيول.. ومع شدة زحام مناسبة الاربعين من القطيف الى النجف الاشرف ساعات وصل مِن ولده مَن حضر لتشييع جنازته التي جهزها الاحبة، دووُري في ملحودته وما بقي على الصعيد ثلاثاً وكأنه خُير بين الجنتين فخِير له وادي السلام بجوار قسيم الجنة والنار فهنيئاً له خير جوار.

وقد رآه ابنُه سالماً وقبل وجنتيه لم تُحز منه الرأس اوتُقطع منه اليدان أو بدون خنصر، مطحون الضلوع، وأقُيم له العزاء.

من حضر معزياً في حيرة أيعزي بفقد عزيز؟ ام يهني بحسن خاتمة مؤمن؟.. فكان بهما معاً.

لك الله من محب لمحمد واله . الفقيد يشهد له الجميع بالايمان والخلق ورجاحة العقل ومحبة اهل البيت .. وله فقد مؤثر على أخيه وعائلته واولاده وارحامه واصدقائه لكنه الموت لا والداً يُبقي ولا ولداً.

خلت مكانته في مجلس يرتاده كل يوم من اكثر من خمسٍ وعشرين سنة مجلس الحاج عبدالله العنكي الذي يجتمع فيه اهل الحي كل يوم يحادثون بعضهم.

فقده مسجد الامام الحسن وحسينية الامام الجواد عليهما السلام المجاورَين له في حي الناصرة - ب - في القطيف فقده كل محب لمؤمن... فقدته مجالس العزاء التي ينتحب فيها على مصائب اهل البيت. رحمك الله يا اباحسن رحمة الابرار وحشرك مع محمد واله الاطهار .

وخلف على فاقديك بالصبر والسلوان، تعجلتنا ونحن بك لاحقون. نسأل الله جميعاً ان يحسن عاقبتنا ويختم لنا كما ختم لك بخير.

انا لله وانا اليه راجعون... لروحه وارواح المؤمنين والمؤمنات الفاتحة.