آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

السراج المنير.... وزهرة الشباب

الدكتور نادر الخاطر *

الله سبحانه وتعالى وصف واطلق النور الحدسي على النبي محمد صلى عليه واله وسلم في قوله «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا «45» وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا» الأحزاب، فالنور هو المصدر الذي يساعدنا على رؤية الأشياء وبدونه تصعب علينا رؤية الأشياء وتكون الحياة مظلمة. النبي محمد ﷺ يجهد نفسه في خدمت إلى من حوله وراحتهم وكذلك يحب الخدم والعمال ويأكل معهم ويوصي بهم خيرا، فلو اقتبسنا قبس من نور النبي محمد صلى الله عليه واله ووضعناه في زجاجة وقدمنا الزجاجة بنورها الى الشباب لتكون نورا يهتدوا بها.

فترة النضوج «الشباب» تعتبر من أهم الفترات في حياة الإنسان، حيث هذه الفترة تضع لك خارطة حياتك فيها وترسم لك الشقاء أو السّعادة إلى مستقبلك، وربما طوفان الرغبات يطمس العقل، والظلام يغطي فضاء التفكير، فتزداد الرغبات المادية وتضعف شمعة العقل، والآمال الخيالية تهجم على فضاء العقل في فترة الشباب. فلربما لو يملك الشاب المال والصحة في هذا العمر لتحولت حياته إلى حياة مرتبكة وحطيرة، فموجات الغرائز والرغبات تغرق الشاب في عالم الشهوات.

نعم الكاتب يوافق بأن قمع جماح الذات وحفظها من الانزلاق في فجوات النزوات من فترة الشباب أمر ليس في السهل، فالنبي محمد يتمتع بصحة جيدة في أيام الشباب وجمال خلقي والصفات من الشجاعة والقوة موجودة فيه والجانب الأخر كان المدير الأول إلى أموال السيدة خديجة رضي الله عنها وتحت سيطرته، فعوامل الترف والعيش الشهواني متوفرة له، لكن كيف تعامل مع هذه الإمكانيات المادية، هل اطلق العنان إلى الرغبات أو شارك في مجالس السهر واشبع الغرائز مثل بعض الشباب في عصر النبي وقتنا الحالي.

فالنبي اختار لنفسه سلوكا منهجيا في حياته ووظف واستخدم من الثروة والصحة والجمال في تحقيق حياة زاخرة بالسلوك والآداب، فالتاريخ يشهد بأن النبي اجتاز السنوات الحساسة من فترة الشباب في افضل واحسن ما يكون، كل البعد عن الضياع والميل إلى الرغبات والانزلاق إلى التوافه، فكان يبتعد عن الأجواء الاجتماعية الملوثة ويلجأ إلى مكان يتأمل فيه قدرة الله. فشبابنا يكون لهم أسوة حسنة من النبي محمد ﷺ حيث فترة الشباب من أخطر مراحل العمر وترسم لك طريق الشقاء أو السعادة للمستقبل.