آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

تقييم ومعالجة مستوى التنمر في المدارس

مصطفى الرمضان

التنمر كان ولا زال قضية تؤرق الأهل بمجرد إرسال أبنائهم إلى المدارس، فمعاناة أي طفل من التنمر ستؤدي إلى شعوره بالإحباط وكرهه للمدرسة لوجود طلاب آخرين يسخرون من شكله أو لهجته أو وزنه، وكلنا نذكر ونحن صغار في المدرسة كم تعرضنا للتنمر من طلاب متنمرين في مقابل عدم وجود تصرّف فعال من قبل المدرسة لحل تلك المشكلة.

الملاحظ أن المدارس تطبق منهجية منظمة في رصد الدرجات لأداء الإمتحانات والواجبات والمشاركة، لكن لا توجد منهجية منظمة لرصد حالات التنمر التي يمارسها كل طالب في المدرسة رغم أهميتها كجزء من التربية التي نسعى أن يتحلى بها الطالب هناك، وسلوك الطالب مع الطلاب الآخرين هو بنفس أهمية سلوك الطالب مع معلميه، وكثير من حالات التنمر تخفى عن المعلمين أو الإدارة لأنها لا تكون بحضورهم.

اقتراحي لعلاج هذه المشكلة إنشاء تطبيق إلكتروني يمكّن الطالب من تسجيل أي ملاحظة تنمر عليه من طالب آخر، والذي سيفيد جميع الأطراف فالمشتكي يمارس حقه في تسجيل الشكوى، وعلم المتنمر بوجوده حافز له لترك تلك الممارسة، ولابد من مراعاة أن يكون التصميم سهل لاستخدام لأي طالب ويشمل صغار العمر أيضا، ويمكن الوصول إليه إما عن طريق الجوال أو الجهاز اللوحي الشخصي أو جهاز لوحي ثابت في المدرسة، وتحتاج إدارة المدرسة أولا إلى تثقيف الطلاب بمشكلة التنمر ومساوئه، ثم تخبرهم بوجود هذا النظام والهدف منه. وصول الملاحظات من الطلاب على أي طالب متنمر إلى المرشد مباشرة، سيمكّنه من الرجوع للملاحظات السابقة ويفتح عينه على نفس الطالب «واكتشاف الخلل في سلوكه حتى يتم التركيز عليه ووضع خطة بمساعدة أهله لحل مشكلة التنمر لديه.

أرجو أن تأخذ المدارس بهذا الإقتراح وتطبقه في أقرب وقت، والذي قد يساهم في تقليص مشكلة التنمر وتفاديها بتوفير النظام الفعال لرصدها وعلاجها بهدف تحسين سلوك الطالب وهو هدف أساسي من أهداف المدرسة.