آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

«يعيش.. يعيش.. يعيش»

رائدة السبع * صحيفة الرأي السعودي

ما أن يتم الإعلان عن مشروع ضخم تبدأ الصحف في تداول الخبر ويتم نشر أرقام متوقعة أو معلنة سلفًا عن الميزانية، وبما أننا دولة غنية غالبًا تكون ميزانيتنا بأرقام فلكية، والتي كما قال المرحوم غازي القصيبي: لو أنفق كل ريال في موقعه لأصبحت أعمدة الإنارة من ذهب.

ما يجعلني أتوجس، هو ذلك «التطبيل» الذي يلي الإعلان عن ذلك المشروع، الذي يحتاج لعمل أكثر و«تطبيل» أقل، مليارات تنفق وسنوات من الانتظار على مشروعات تنموية مما يحتم على الوزارات متابعتها بدقة ساعة سويسرية.

من المخجل أن يخرج رئيس تنفيذي لمشروع أو وزير بعد كارثة، ويصرح أن كل شيء على ما يرام ويعمل بشكل ممتاز، متجاهلًا ما حدث، مستغفلًا لعقول المواطنين وتتبعه الحاشية بالتصفيق.

من واقع التجارب، بتنا لا نثق بأي تنظير يقدم عن المؤسسات والوزارات، إلا حينما نرى المسؤول يطبقه بأفعاله حرفيًا ولا يمكن إقناعنا بصحة ما يقوله ذلك الوزير أو المدير، إلا عندما نرى ترجمة لهذه الأقوال التي لا تتغير بحسب ظروف أو بسبب مصالح شخصية.

من السهل أن يتفاخر بعض المسؤولين بأن «الإدارة فن»، ويسرد المعلقات عنها، ويورد استراتيجياتها، لكن من الصعب أن يظهر ذلك كله، أن يكون إداريًا حقيقيًا وليس على الورق فقط.

ولأننا لا نستطيع أن نكون في طور البقاء ويجب أن نكون في طور النمو دائمًا، يجب مراعاة طول المدة الزمنية التي يتقلد خلالها الإداريون المناصب والتي تجعل الأشخاص مع مرور الوقت أكثر حدة، كما ذكر عالم الأعصاب الكندي سوخيفندر اوبهي: كيف أن السلطة تضعف عملية عصبية محددة اسمها mirroring وتعتبر حجر الأساس في التعاطف والتعاطي مع مشاكل الناس.

أخيرًا يجب الاعتراف بأن «الشللية» تخلق بيئة طاردة وقاتلة للكفاءات الإدارية، وأنها تلتقي والفساد الإداري في نقاط ومواضع كُثر، ومتى وجدت وجد الفساد الإداري والمالي، وعلى اللجنة العليا لمكافحة الفساد المضي بحزم ودون هوادة، لعلنا نستيقظ يومًا ما على وطن خالٍ من الفساد.