آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:12 م

كلما تقادم بي السن ادركت بأن..

المهندس أمير الصالح *

يخشى الكثير من الناس تسارع الأيام ويخشى البعض أن يرحل دون بلوغه مرامه من الحياة وتحقيق طموحه ويسعى البعض جاهدا في تخليد اسمه في سماء مجتمعه او سماء وطنه او سماء أمته بالعمل الصالح؛ والكل من ابناء المجتمع يخشى من شي ما او اشياء متعددة. البعض يسعى لتغلب على مخاوفه والبعض الآخر لا يسعى بل يتندر تارة على حظه وتارة على ظروفه وتارة على انتماءه او مكان ولادته ولايسعى ليجعل الامور للافضل والبعض عدو لنفسه ويهدم بيته بنفسه بل ويعين الاخرين على ذلك لضيق افقه.

شخصيا كنت اخشى من امور عديدة في مختلف مراحل عمري، الا اني مع تقدم السن ادركت انه:

1 - ليس هناك ضمانات لدوام الصحة أو الأحوال

2 - ان المال المفقود يمكن ايجاده، اما الوقت المفقود أو المهدور لا يمكن استرداده

3 - انه قد لا يمكنني الرجوع للماضي لمعالجة حالة البداية ولكنني حتما يمكنني ابدأ من الان والمشاركة في صناعة نهاية افضل

4 - الارتباطات المتينة المستمرة تبنى على أسس العطاء وليس الأخذ والمنفعة من طرف واحد

5 - أنا، أنت، هو كائنات إنسانية حية راقية وليست مُسميات القاب وظيفية أو ارصدة بنكية رقمية. فانا لست المسمى الوظيفي الذي احمله او الشركة التي اعمل لديها؛ وأنت كذلك

6 - افضل مُدرس لي هي أخطائي إذا راجعتها فتراجعت عنها وتفاديت الوقوع بها

7 - الأساليب الراقية في التعامل تتفوق أو تأتي بنفس أهمية الشهادات الاكاديمية التي أحملها في منظور الناس الذين اتعامل «نتعامل» معهم ولذا احرص على الأسلوب

8 - اوقفت منذ زمن بعيد التفكير فيما يظنه البعض فيني او يقولونه من خلف ظهري تثبيطا لكي اضمن الاستمرار والتقدم

9 - القناعة بما استملكته بعد استنفاذ الجهد والوقت والتعلم

10 - الصداقة الصادقة شي ثمين وتستحق العناية والرعاية الدائمة

11 - ان الصراع ضد الدجل والطغيان وناهبي الحقوق امر قائم ومتلازمة كل مكان وزمان

12 - الألقاب لا تصنع القائد الحقيقي و إنما القيادي الحقيقي يصنع الألقاب

13 - انتظار استحصال الألقاب للانطلاق في تنفيذ المبادرة / المبادرات، هذا يعني ان الشخص المعني غير جاهز للعمل أو القيادة

14 - التعليم والتعلم رحلة مستمرة وغير منتهية

15 - لإيجاد حياة سهلة وسعيدة ابذل جهدي في حل ومواجهة المشاكل الكبرى في بداياتها

16 - في زمن الهياط، نصف المعارك رياء وتمثيل ومفاخرة شكلية

17 - إذًا ساد سوء الخلق، فإن حسن الظن بالآخرين يُعد غباء ولا يرتضي اي شخص يحترم ذاته ان يُنعت بالغباء

19 - النجاح بالنسبة للعصامي ليس خبطة حظ وانما جهود متراكمة ودعاء الوالدين وحسن خُلق

20 - الحياة تتطلب فن ادارة المواجهة والتحديات والمتطلبات وليس اندفاع وهياط وتلون بألوان الحرباء

21 - لن افسد الاعتذار بايجاد أعذار

22 - احسن الى والداي وابنائي ومن احب في عز عطائي قبل ان يفوت الأوان فيحل الندم

23 - التوثيق لكل المراسلات والأحداث في العمل أمان من النكوص وحصانة من الطعن على حين غرة ممن لا يستحقون الثقة في التعامل

24 - الطريق الممهد والمستقيم والسهل لا يعرفك بالقائد البارع ولكن ادارة المواقف الصعبة هي حلبة الابتلاء والتمحيص وتشخيص القيادات الماهرة.

25 - بعض اماكن العمل لا تستحق الجهود التي يبذلها المخلصون وهكذا اماكن لا تستحق ان احترق او اجهد نفسي؛ وعليه بخس قيمة النفس لاسترضاء من لا يستحق ممن انتحلوا لقب مدير جريمة في حق الذات. وحينذاك ابدأ رحلة النظر في البدائل

26 - هناك من يمارس شعار ”البقاء للأقوى“ وشعار ”الغاية تبرر الوسيلة“ ، فاحذر نفسي وكل من يهمه الأمر من هؤلاء الناس لانه لا يردعهم دين ولا ضمير ولا مجتمع ولا قانون من انتهاك الحقوق واغتصاب المحارم وان صلوا وصاموا او لهج لسانهم بتلاوة القرآن او تشدقوا بالإنسانية او المواطنة او تكافؤ الحقوق.

27 - هناك من يمارس شعار التواكل ضنا منه انه يمارس الاعتقاد ب التوكل وهو كله ثقل على غيره ومجتمعه وهذا بالفعل بلاء ومرض.

28 - قول ”اهلك اهلك حتى المهلك“، حقيقة ناصعة تتجذر مع تقادم الايام لاسيما في النسيج الاجتماعي الناضج والمنسجم

29 - استتنزاف الوقت و العقل والمشاعر على مذبح شاشة الجوال جريمة، فالحياة اكبر والاسرة اهم.

قد يكون في جعبة كل منا دروس وتجارب وشواهد لتلكم التجارب ومن الحكمة المشاركة بتلكم التجارب مع الأجيال الصاعدة او توثيقها للابناء والاحفاد لكي يوفقون في شق طريق النجاح بصورة اسرع ونساهم في إرشادهم للأفضل . والواقع انه كلما تقدم بي العمر ادركت بان هناك اشياء جديدة تستحق خوض التجربة او نقل التجربة.