آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

متى تفنى وتموت المرأة بالحياة؟

سوزان آل حمود *

‏لكل كائن حي في الحياة مراحل نمو قد يصل فيها لذروته في الصحة والنضارة وربما يموت قبل أن يصلها، فظروف الحياة التي يمر بها لها الأثر الكبير والأساسي في طول حياته أو قصرها.

‏وفيما يخص البشر هناك من يموت وهو على قيد الحياة، قد تموت داخله معاني الإنسانية والوفاء والصدق والإخلاص بسبب تلك الظروف التي عاشها أو البيئة التي وجد فيها.

‏ فالمرأة تموت إذا فارقت الإبتسامة وجهها، ولم تعد تهتم بجمالها، إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة، وإن لم تعد تنتظر عناق أحد، وإن أعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب، نعم هكذا تموت المرأة!!

‏نعم تموت المرأة وهي حية ترزَق، تعلن الحداد داخلها، تعيش مراسم دفنها لوحدها ثم تنهض، ترتّب شكلها ثم تخرج للعالم، واقفة بكامل أناقتها، تتنفس وربما مبتسمة وتضحك، لكنها ميتة ولا أحد يعلم!

‏متى؟

‏تموت المرأة وهي حية حين تنكسر وتُهجر دون سبب، حين يخذلها قريب كان يمثل لها القدوة والسند، حين تعضّها اليد التي كانت تتمسك بها بقوة فتفقد ثقتها بنفسها وبهذالعالم

‏ تموت المرأة حين لا يكون لها أي حق في اختيار حياتها، ويفرض عليها وضع يحط من قيمتها ويجعلها سلعة تباع وتشترى.

‏. وتموت ألف مرة حين تخان وتُنتهك كرامتها باسم الحب أو العرف والعادات والتقاليد وتموت عند كل مرة يكسر فيها قلبها من كل شخص كان يعني لها الكثير ‼

‏تموت المرأة حين يخذلها رجل يتجرد من رجولته كلما احتاجت وجوده بقربها فلا تجده، تموت المرأة حين تمس كرامتها وسمعتها وعفتها دون أن تستطيع الدفاع عن نفسها، فقط لأنها امرأة ‼

‏وتموت كل امرأة خذلها زوج ضحت بعمرها لأجله، وتحدت الجميع لتتزوجه، فكان جزاؤها النكران والهجر بعد عشرات السنين، وابن تركت ملذات الحياة من أجل العناية به. فنسيها حين كبر وتركها لغرباء يعتنون بها بعد أن وهنت وضعفت.. ‼

‏ فكم من امرأةٍ تعيش بيننا جسدًا بلا روح، انطفاء في داخلها بريق الأمل في عينيها حج جمال الحياة.

‏ علموا أبناؤكم أن الأنثى هي الأم الحنونة والإبنة البارة والزوجة المربية الفاضلة والأخت العطوفة فجميعهم أمانةولهم كرامة، ما أعزهن الا كريم وما أذلهم الا لئيم،

‏فكن لها السند والعضد تكن لك دنيا بأكملها.

‏ علموا أبناؤكم أن الأنثى هي الكيان والسكن والوطن، علموهم أنها الأم والجنة تحت قدميها، وأن حضنها سيحتويك ويطمئنك خائفاً كنت، مريضاً، سعيداً مذنباً أو بريئاً، وأن خيركم خيركم لأهله.

‏ علموا أبناؤكم كيف ذهب نبينا الكريم إلى السيدة خديجة حين نزل عليه الوحي، واكتفى بها عن الناس أجمعين.

‏ وعلموا بناتكم أن يكنّ قويات عفيفات صائنات لأنفسهنّ ولأهلهن لا يخضعن ولا يخفضن رؤوسهنّ ولا يركعن لغير الله ولا يغرهنّ مال ولا جاه، فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.

‏احترموا المرأة وقدروها كى لا تموت وهي حية ترزَق..! واعملوا بوصية النبى... استوصوا بالنساء خيرا.

‏. رفقا بالقوارير.

‏. واتقوا الله فى الضعيفين المرأة واليتيم.