آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

السعادة الكامنة و«الشكشوكة»

محمد عبد الله العيسى * صحيفة الرأي السعودي

تجلس الآن في منزلك، الساعة الثانية والنصف بعد الظهر في أحد أيام ديسمبر، وبعد ساعتين ونصف من الآن أنت على موعدٍ مع ليلةٍ طويلةٍ جدًا، ومن الممكن أن تمر هذه الليلة كما مرت وكما ستمر غيرها من الليالي الأخرى، رتيبةً ومملةً وخاليةً من أي إثارةٍ أو بهجةٍ أو فائدةٍ تُذكَر، ولو انتظرتَ الظروف لتصنع لك ليلةً سعيدةً أو مفيدةً على غير العادة فلربما سيطول انتظارك.

هكذا تمضي الكثير من أيامنا وليالينا ونحن ننتظر الظروف أن تصنع لنا مثل تلك السعادة والفائدة، وما أشبهنا في ذلك بمن يجلس في صالة منزله وهو يتمنى ويحلم بأن يتمتَع بطعم الشكشوكة اللذيذ ورائحتها الشهيّة دون أن يتحرّك من مكانه، وكأنه ينتظر أن تقفز بضع بيضات من الثلاجة وتتجه لدولاب المطبخ وتخرج المقلاة وشيئًا من الزيت والبصل والطماطم ويقوم شبحٌ قادمٌ من المجهول ليصنع من هذه المكوّنات شكشوكةً لذيذة.

«كثيرٌ من اللحظات السعيدة في حياتِنا تُخلَق ولا تُنتظر»

بإمكانك الآن أن تتخذّ قرارًا بأن تصنع من هذه الليلة القادمة الطويلة ليلةً بهيجة ومفيدة ومميّزة، وكل ما عليك فعله أن تقوم بالاتصال ببعض الأقارب أو الأصدقاء المحبّبين إلى قلبك أو المريحين لنفسك أو المفيدين لعقلك وتدعوهم لأن يقضوا معك جزءًا من هذه الليلة الطويلة في منزلك أو في أي مكانٍ آخر، وستستغرب من كثرة من سيرحبون بهذه الفكرة والسبب بسيط جدًا وهو أن معظم هؤلاء يتوقون إلى السعادة والفائدة ولكن أكثرهم ينتظرونها فقط ولا يحسنون صنعها، إنهم ينتظرون أحدًا من أولئك القلّة التي يجيدون صنع اللحظات السعيدة والمفيدة، فكن أنت من أولئك القلة واصنع الفرق واخلق السعادة لك ولمن حولك.

وهنيئًا لصنّاع الشكشوكة، أولئك القادرين على تحويل السعادة «الكامنة» إلى سعادةٍ «متحركة».

توستماستر متميز وبطل الخطابة الفكاهية في الخليج والسعودية 5 مرات