آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:02 م

أحسنوا النوايا

سوزان آل حمود *

‏الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالآخرين والابتعاد عن سوء الظن؛ لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده.

‏وليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

‏قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ «116» إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ «117».

‏النوايا الحسنة تتحول مع الوقت لعادات واعمال اليومية فحولها لعبادة لتكسب أجرها أولاً وترتاح نفسك ثانيًا وتكسب ود الآخرين ثالثًا.

‏قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات».

‏فعندما تنوي أن نومك يقويك على الطاعة والعبادة ستنال من خلاله الثواب او لعبك مع اولادك ستنال عليه الثواب ‏وذلك بإستحضار النية

‏قال ابن كثير «تعلّموا النية. فإنها أبلغ من العمل. العمل بغير نية عناء. والنية بغير إخلاص رياء. وإخلاص بغير صدق هباء»

‏النية لغة: القصد

‏النية شرعا: احتساب الاجر من الاعمال الصالحة وحتى فى المصائب

‏قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم:

‏ «إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء».

‏فلا تجعل عمل يفوتك فى الدنيا بدون أجر وثواب من الله عز وجل

‏فاعمالنا بالنيات نقضى بها اعمارنا فلا نضيع أعمارنا بدون أجر

‏وحينما يكون حسن النية هو مبدأنا في تعاملنا مع الله فاٍننا بذلك نسعد فلا تحكم عليّ من كتاباتي..

‏قد اكتب اشعار عن الفراق بينما لم يبتعد عني أحد وقد اكتب غزلاً يوحيك بأني همتُ حبًا بينما لا اقصد أحدًا ‏لا تحكم على ابتساماتي فقد أخفي وجعًا واحاول كتمانه

‏لا تحكم عليّ أبدًا ‏عما يظهر لك أحياناً من أشياء لا تروق لك ‏فقط احسن الظن بي ليحسن بك الظن...

‏إن سوء الظن يحمل على التجسس والتحسس والغيبة والتحاسد والتباغض والتدابر، ويقطع العلاقة بين المتآخين. وَمَنْ حَكَمَ بِشَرٍّ عَلَى غَيْرِهِ بِمُجَرَّدِ الظَّنِّ حَمَلَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى احْتِقَارِهِ وَعَدَمِ الْقِيَامِ بِحُقُوقِهِ وَالْتَوَانِي فِي إكْرَامِهِ، وَإِطَالَةِ اللِّسَانِ فِي عِرْضِهِ وَكُلُّ هَذِهِ مُهْلِكَاتٌ.

‏فالترفع عن كل ماهو سيئ معناه تطويع النفس عما قد يهوي بها.

‏فحسن النيه ترتبط بالطيبة والشفافية والاخلاق الرفيعة وتجاوز بعض العثرات

‏فحسن النية قوة وليس ضعفا أو غباء وسذاجه يستغلها ضعفاء النفوس، إلا إذا تجاوزت الأمور حدًا كان فيها حسن النيه المعقول!!

‏وتحولت لضعف يجعل الإنسان ‏فريسة لضعاف الأنفس الذين يستغلوون تلك النقطه.

‏وهكذا أيها القارئ الكريم قد رأيت أهمية النية التي تجعل من عاداتنا عبادات نؤجر عليها

‏ورأيت سوء الظن كيف يهدم الحياة ويقضي على العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد والأسرة الواحدة، ورأيت كيف حسن الظن يبني العلاقات الطيبة بين جميع أبناء المجتمع ومدى الأجر في تطبيق ذلك في جميع أمورنا الحياتية.

‏جعلنا الله وإياكم ممن يحسنون النوايا والظنون بالآخرين وممن يُحسن بهم الظنون والنوايا..

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Waleed
[ الأحساء ]: 18 / 12 / 2019م - 9:35 م
مبدعة إستاذة سوزان ..
نفعك الله بك .