كيف تفهم الجنس الآخر؟
الزواج ربما بعض الأحيان يمثل زورق في منتصف البحر ولا يعلم أي اتجاه يكون بر الأمان؟ وربما يحتاج هذا الزورق نظام ملاحة للوصول إلى بر الأمان، بعض، وربما اغلب فساد الحياة الزوجية في قضايا صغيرة تساهم في تجمد العلاقات من ضمنها إخراج الحياة الزوجية والمشاكل الخاصة إلى طرف ثالث بحثا عن الحلول، وهذا الطرف الثالث ربما غير مناسب ”بكحلها عماها“ فالطبيب النفسي ”جون غراي“ قدم وصفة جميلة في معرفة الجنس الآخر في كتاب أطلق عليه اسم ”الرجال من المريخ والنساء من الزهرة“
يكشف الكتاب الأسرار في كيفية معاملة الجنس الآخر، وتحسين العلاقات وتخفيف الضغوط وإزالة الإحباط والخيبة بين الجنسين ومن أحد المفاهيم المهمة التي استعرضها الكتاب بأن الرجل لا يرغب تبادر زوجته في اقتراح الحلول وهو لم يطلب منها المشاركة في اقتراح الحل، حيث الرجل أحيانا يريد أن ينعزل ويدخل عرينه ويحل المشكلة بين نفسه وينصح المرأة بان لا تقترب منه في هذه اللحظة، لكن الزوجة تصر على الدخول عليه ومن هنا تشتعل النار.
أيضا الكتاب يستعرض أمور واقعية من الحياة، حيث المرأة تنتظر زوجها ويصيبها القلق في حالة تأخر الزوج في خارج البيت، وعندما يأتي إلى البيت عوضا أن تتقاسم معه المشاعر، توجه له أسئلة: لماذا لم تتصل؟ مع من تأخرت؟ فالزوج لا يسمع مشاعر زوجته بهده الطريقة بل يحس بشعور الرفض والتطفل من الزوجة ويصبح النقاش هجوم ودفاع ويتحول البيت إلى حلبة مصارعة.
ربما النقاش والحوار مهم في حل المشاكل لكن الأهم من النقاش منطلق الحوار بان يبدأ الحوار في حفظ كرامة الطرف الآخر والمحافظة على شعوره، وعدم الإهانة له، الأخلاق العامل المهم في السلوكيات، فمن يملك الرزانة وفن الإنصات والتعامل الراقي ولو كان لا يحمل شهادة ابتدائي سوف يوجه زورق الحياة الزوجية إلى بر الأمان بدون مساعدة من طرف ثالث يدخل في حياتهم، موازنة الحياة الزوجية لا تتطلب حل معادلات رياضية أو تركيب مركبات كيمائية أنما تريد التعامل بالخلق الحسن.
