آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

كيف تحب ذاتك؟!

سوزان آل حمود *

يقال ”فاقد الشيء لا يعطيه“، فكيف بإمكانك أن تحب الآخرين ما لم تحب نفسك أولا؟

حب النفس و الذات، لا يعني الأنانية أو النرجسية، ولكنه شكل عميق من احترام وتقديرالذات.

حب الذات هو الباكورة الأولى لنمو ثقتك بنفسك. إنه يؤثر على التصوُّر الذي يُنميه أفراد محيطك بخصوصك.

حب الذات : تعني الرعاية الذاتية للنفس وهي عبارة عن تحقيق التوازن والتوافق النفسي للإنسان.

غير أنه، كغيره من ميكانزمات الشخصية، له جانب سلبي.

فقد يتطرف حب الذات المُبالغ فيه إلى إعجاب زائد عن اللازم، فيتحول بذلك إلى تشوه نفسي، يترجمه تضخم الأنا ومركزيتها «عبادة الذات»، وهذا المنحى غير السليم معروف باسم النرجسية.

هذا التشوه النفسي قد يتخذ شكل حالة مرضية، بما هو إفراط في تضخيم الذات، ومبالغة في اعتبارها. ليس هذا فحسب، بل هو ترجمة لعلاقة متوترة مع الآخر المُتعالَى عليه، الذي يتم استصغاره ونفيه إلى حد كبير.

إن أمتن علاقاتنا مع الناس تبدأ من علاقتنا بذاتنا، ولتتمكن من حب ذاتك وتقديرها ومن ثم تجعل من هذا الحب امتدادا لحب الآخرين اتبع الآتي:

ابدأ بالعناية بنفسك: قد تجد مقاومة ممن هم حولك عندما تبدأ بالعناية بنفسك. وقد تشعر بالذنب والتقصير بسبب ذلك. وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أنك لا تريد أن يُنظر إليك بأنك منغمس بذاتك أو أناني .

هنا ربما تهمل احتياجاتك، وتستمر بحرمان نفسك كعلامة على التضحية، لكن هذا ليس صائباً. تمسك بنظام رعاية ذاتية خاص بك، وستكون النتائج مذهلة. سيتحسن مزاجك ويتضاعف صبرك. و سيلاحظ الجميع توهجك. وستكون قادر على بذل المزيد من الحب لمنهم حولك.

القبول والتعاطف الذاتي: من أهم عناصر الحب هو قبول أحبائك كما هم ومع عيوبهم. ولكن إذا كنت لا تقبل عيوبك، كعيوبك الجسدية على سبيل المثال فستعيب أيضاً عيوب أحبائك، فلا يمكنك أن تحب تجاعيد والدك، أو جلد طفلك حديث الولادة، وشامات ابنتك بينما تكره شاماتك. كل ذلك يُعيق حب نفسك والآخرين.

اقبل عيوبك، اغفر لأخطائك، آمن بقيمتك الذاتية و ستتمكن من القيام بنفس الشيء للآخرين.

لا تزييف ذاتك: لاتسمح لنفسك بالظهور إلا على سجيتك، فالدرع أو القناع الذي قد تخفي نفسك خلفه سيقف عائقاً في طريقك؛ حيث سيعترض تظاهرك بالأشياء طريقك إلى الانتماء الحقيقي لمن هم حولك. لا تنسى أن تقوم بتقييم مؤهلاتك الاجتماعية أيضا، فهي الأخرى تلعب دورا رياديا في تطويرك لذاتك، لأنك في نهاية المطاف تعيش في دائرة اجتماعية، لا مفر منها.

حبك للآخرين يحتاج لك و أنت بطبيعتك الحقيقية لتقدم أحاسيسك و عاطفتك الحقيقية كهدية لأحبائك. ثق أن إيمانك بكفاءتك وقيمتك الذاتية سيساعدك على القيام بذلك،

وأخيرا

حب الذات أساسي من أجل التمكن من حب أي شيء في حياتنا. من دونه لا يمكننا أن نحب الآخرين وذلك لأننا فاقدين للقدرة على حب أنفسنا. النقطة الأساس التي على كل شخص الإنطلاق منها إن كان هدفه السير قدماً في حياته هو تعلم حب نفسه أولاً ثم الإنطلاق لحب كل شيء آخر.