آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

تراطم الوجدان للطلاب بفقد المعلم ابوجواد الجارودي

الدكتور نادر الخاطر *

صباح يوم الثلاثاء الرابع عشر من عام 2020 لشهر يناير، الموت يخطف المعلم الشاب محمد جعفر الجارودي «ابو جواد» مما سبب في تحريك الدموع الراكدة في انهار العيون للطلاب وجعل الاحزان تتلاطم داخل وجدان الطلاب، اجبرت أن ابحث وأفتش في بحار اللغة على كلمات حتى تمسح الدموع وتوقف تراطم الامواج على رحيل معلمهم.

فالمعلم هو من يصنع حضارات الأمم ويرتقي بها ويطور الحداثة إلى أجيال المستقبل والمعلم نبراس الحياة وينابيع المعرفة في الإيثار والعطاء، الله سبحانه وتعالى خص المعلمين في كتابه الكريم بقوله «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» [فاطر: 28] حيث مهنة التعليم من اسمى مهن الإنسانية فالتعليم مهنة افضل الخلق والمرسلين، كذلك التعليم من اشرف المهن كما قال شوقي:

قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا

كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفساً وعقولا

فلو تخيرنا معلماً في العطاء والإيثار لإخترنا احد النماذج من ضمنهم ابوجواد الجارودي، حيث كان يرسم الإبتسامة على وجه الطلاب، بعض الطلاب أثناء مراسيم العزاء يصرحون بأن المعلم ابوجواد يدرسهم في الثانوية بالربيعية من علم طبقات الأرض «الجيولوجيا» حيث كان أسلوب تدريسه يمتازفي الوضوح والسهوله كأنه قيثار يعزف في مسامعهم من التشويق في العلوم المعرفية، أما عن علاقته الإجتماعية فتجمعني معه عدة زوايا ومن ضمنها زاوية خدمته في مأتم الإمام الحسين في كل مناسبة دينية، اجتمع معه في مأتم ابن عمه «محمد احمد الجارودي» مأتم ضامن الجنة وله عطاء ليس منقوصاً من الإشراف والإدارة في المأتم.

تميز الشاب المعلم ابوجواد بالكرم والمواقف الإجتماعية وكان مدمناً في الإبتسامة الجميلة وتلطيف الأجواء لمن حوله حيث كان يحمل من الأخلاق المحمدية والطلعة اليوسفية، فالسعادة لهذا الشاب الذي رحل عنا وترك كنزاً مخلداً من الجمال الروحي.