آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 8:29 م

على أي رأسٍ أنتِ ياعمامة؟

سلمان العنكي

العلماء ورثة الأنبياء نفروا وتفقهوا ثم علّموا هم على منابر من نور يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم. العمامة رمز وشعار مذهبي متميز لاتباعها. عندما نرى المعمم لا نسأل عن تعاملنا معه أو نخالف أمراً نسمعه منه أو لا نتبعه كيف وفوق رأسه صحيفة ناصعة البياض لسيرته؟ علامة إيمان وتزكية له.

العاملون بعلمهم المُعلمون لمجتمعهم سفن نجاة لا نتعبد ونفرق بين حلال وحرام أو نتعامل ونعرف مالنا وعلينا إلا بتوجيهاتهم. إن صادفَنَا موقفٌ لامخرج لنا منه إلا بهم العالِم حقا مَن أفعاله تسبق أقواله يزينه الإخلاص متسلح بالتقوى والأخلاق في قول وفعل.

يُنقل أن مملوكاً طلب من إمام جماعة أن يتعرض لتحرير العبيد ويحث عليه عل سيده الذي يلازم الجماعة يسمع ويأخذ بنصحه فيحرره فوعده خيراً مضت أيام لم يسمع ماطلب ذات جمعة خطب الإمام وذكر تحرير العبيد ومافيه من عظيم أجر وثواب بعدها سأله المملوك مستغرباً قائلاً طلبتُ من زمن وماسمعتُ منك إلا يومنا هذا أكنتَ ناسياً؟ قال لا ولكن تعودتُ ألا آمر بفعل ألا أكون البادىء به السباق إليه وعندما طلبتَ مني ماكنتُ أملك ما أحرر به عبداً أما وقد فعلتُ حان وقت طلبك.

نعم مثل هذا يزيد العمامة وقاراً وشرفاً بما يحمل من ميراث الأنبياء الذين هم مصابيح الدُجى ينيرون طريق الدين يستحق أن يُقبّل مَن تحت هذه العمامة ويُجل ويُحترم وفي مجتمعنا مثله أو هم قريبون منه محل تكريم والعظام. يجب علينا معاملتهم بهذا وأكثر وإلى المزيد والمزيد منهم حتى تزخر مساجدُنا ومجالسُنا بهم هم لسان إصلاح وقلم تصحيح وكم من عالم من غير عمامة أخير من ألف لابسي عمامة لا يُستفاد منهم كمصباح لا نوراً فيه ولا وقوداً يشعله؟.

عمامة على جمجمة جوفاء خالية لا نفعاً يرجى منها ولا شرها يؤمن حاملها مزاجي الطباع متشدد نفسه ملونه متغير الأفكار يرى أنه رقماً صعباً وهو اصفار من شمال يلاحق مخالفيه في الرأي والتقليد بالضرر جهلاً وظلماً والاسوء أن يستخدمها معول هدم للدين ورجاله والمجتمع لتحقيق مصالح ذاتية ينخدع مَن لايعرف حقيقتها ويحذرها العارفون مثل هذا نَفَرَ وتفقه؟ ماذا تعلم حتى يُعلم؟ نرجو أن لايكون هؤلاء بيننا نتطلع لجميع علمائنا ثقات تقاة مُثل عُليا نُغبط عليهم حان لكِ الخيار على أي رأسٍ أنتِ ياعمامة.