آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

فيديو.. ”قهوة الغراب“ مقهى تراثي يطوي رحلة نصف قرن

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - تصوير: بندر الشاخوري، هاشم الفلفل - القطيف

من بين سلسلة المقاهي الحديثة التي تتزايد يوما بعد يعيش أحد أشهر المقاهي الشعبية في القطيف آخر أيامه انتظارًا لأعمال نزع الملكية المخصصة لتوسيع شارع الملك عبد العزيز.

الحاج حسن الغراب ”أبو علي“مقهى ”الغراب“ امتزجت حيطانه بعبق الماضي والحنين لذكريات السبعينيات الهجرية، فمنذ أكثر من نصف قرن وهذا المقهى الشعبي يقدم القهوة والشاي لمرتاديه بالطريقة التقليدية.

ويدير المقهى الحاج حسن الغراب ”أبو علي“ الذي يستقبل زوار المقهى من كبار السن في الساعات الأولى من صباح كل يوم، لتبادل أطراف الحديث وتناول وجبة إفطارهم.

اليوم.. بات هذا المقهى مهدد بالزوال بعد أن صدر قرار توسعة شارع الملك عبد العزيز بالقطيف ابتداء من تقاطعه بشارع الرياض جنوب حي الشويكة حتى مستشفى الأمير محمد بن فهد بالناصرة لتسهيل انسيابية الحركة المرورية.

ما يميز بنائه..

وعن المقهى، قال الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - إن: ”قهوة الغراب قهوة شهيرة في القطيف، وهي ملتقى الأدباء والتجّار والأعيان وشيوخ القبائل، وهي عبارة عن دهليز مستطيل المدخل كان متصلاً بسوق الخميس“.

ومازال مقهى الغراب يحافظ على قالبه البنائي التقليدي نفسه بعد أن تم نقله من موقعه الأصلي الأول في سوق ”الجبلة“ أحد أشهر وأهم الأسواق المحلية في مدينة القطيف قبل أكثر من 100 عام إلى ناصية الشارع الفاصل بين حي الشريعة وحي مياس.

وهو ضمن المناطق الجاذبة التي يقصدها الزوار الأجانب القادمين للمنطقة الشرقية ومحافظة القطيف تحديدا.

خدمات هذا المقهى الشعبي

كان هذا المقهى يورد دلال القهوة الجاهزة لبعض العوائل الكبيرة داخل القطيف وخارجها في شهر رمضان في السنوات السابقة، كما كان يقدم للمدخنين التبغ بالطريقة التقليدية ”القدو“.

ويجمع المقهى كبار السن والمتقاعدين الذين يأتون بغرض الاستراحة والالتقاء بالأصدقاء وشرب الشاي والقهوة، وتجاذب أطراف الحديث.

وشهد المقهى فيما سبق تجمع كبار تجار اللؤلؤ ورجال القبائل الذين كانوا يقضون وقتهم فيه بعد انتهاء أعمالهم.

كان المقهى سابقاً يفتح أبوابه بعد صلاة الفجر في أيام مؤسسه والد الحاج حسن، بينما كان يتجول ”أبو علي“ بالقهوة النحاسية على المحلات في السوق الشعبي.

وشكل المقهى سوقا مصغرة يتبادل من خلاله التجّار السبح والخواتم والأحجار الكريمة إلى جانب عمليات بيع وشراء سلع أخرى.

مقهى الغراب الشعبي الذي انطلق في سوق الجبلة منتصف القرن الماضي، ثم انتقل إلى موقعه الحالي الذي يوشك الآن على الإختفاء، هل نراه مجددا في نسخة ثالثة بثوب جديد؟ هذا ما ستكشفه الأيام.



















 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
مراد
[ القطيف ]: 1 / 7 / 2020م - 11:22 ص
هاهو جزء من الماضي الجميل يذهب ليفسح المجال نحو التغيير . سنة الله في عدم بقاء شيء على عهده ولو طال به الأمد .
2
حسين أحمد
[ باب الشمال ]: 1 / 7 / 2020م - 10:52 م
الله يعطيه الصحة والعافية ابو علي الرجل الطيب و نطلب من البلدية ان تجد له مكان في وسط القطيف كي يزاول مهنته و من تجار القطيف كذلك. ذكريات جميلة لحقنا عليها ايام سوق الجبلة و مع القهوة حين كنت امر على الوالد و اخد منه خرجيه و اذكر وجود بدو و الكل في محبة و إحترام