آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 4:44 م

بإرادتنا.. نختار ان نمرض

عبد الله الدبيسي

لن أوجه اللوم هنا الى مثل تلك التجمعات الطائشة كما حصل على كورنيش القطيف. لقد اوسعها الجميع استنكارا.. الكلام موجه الى شرائح من المجتمع لا زالت في غفلة عما يجري او قُل انها في حالة تغافل وتساهل بمخاطر العدوى وآثارها على مجمل الأوضاع وفي مقدمتها الصحة.

في بداية الأمر مثلت المجالس المرتبطة بأهل البيت ذروة المشكلة لانتشارها على مستوى المدن والبلدات بين مجالس للرجال واخرى للنساء واستمرت المناشدات لأصحابها الى ان دخلنا في الوقت الحرج.

بعض هؤلاء بسطاء حد الإنفصال عن الواقع وقد لا يدري من يتساهل اويستمر بعقد وحضور هذه المجالس انه ترك الواجب الى ما يراه مستحبا ولا عذر لمتساهل في هذه المرحلة.

اضف الى ما سبق مجالس الفاتحة فما زال بعضها يُعقد ويحضرها المعزون.

بعض اهل العزاء يرون لأنفسهم العذر ولكن لا عذر في الواقع لأن الواجب يقضي بالغاء اوتأجيل مجلس الفاتحة في هذه الظروف بل الإعتذار مطلقا حتى عن الجلسة الخاصة في البيت.

وبين المتساهلين بل في مقدمتهم اهل الديوانيات والجلسات اليومية فاللقاءات ما زالت متواصلة.. في بعضها على الأقل وكأن شيئا لم يكن في تقدير هؤلاء.

ولأن بعضنا لايريد ان يتغير او يتصبر فهو يمضي على اسلوب حياته المعتاد مثل هذا الذي يسلم وجهه الى الحلاق كما هي عادته كل يومين او ثلاثة ولا يبالي. المهم هو الذقن وليس صحته وسلامة الآخرين.

اما اجتماع العوائل فيبدو في سلوك بعضهم وكأنه استثناء من قائمة العزل. وبعضها عوائل كبيرة ولكنهم لا يرون في الإجتماع اي محذور مهما كثر العدد. المخالطة في نظرهم تعني الإجتماع بالآخرين فقط. ولا بد بالطبع ان يكون بينهم من يخالط الآخرين.

معلوم ان العزل هو الأساس في مكافحة العدوى ولو ان الناس سعوا الى ذلك بمحض ارادتهم وفرضوا العزل على انفسهم قبل فرضه بالقرار لتجنبوا العدوى وتجنبوا كذلك إطالة مدة العزل.

البعض للمفارقة يطلبون الشيء ونقيضه في وقت واحد فحين تلفت نظر احدهم الى وجوب الحذر والإلتزام تجده يتبرم: ما اقدر على جلسة البيت.. ما اقدر ما اشوف الناس.. ما اقدر.. ما اقدر..!! ولا يدري انه يتسبب هكذا بإطالة زمن الحجر لأنه يساهم في المخالطة وانتشار العدوى.

تسجيل إصابة جديدة يعني بدايةً ومدةً جديدة للعزل وقد تكون انت السبب ايها المتساهل.

ان العزل لا يعني انقطاع التواصل ولا أن يصبح البيت سجنا. اخرج وامش مع عائلتك وامش مع الصديق ولا ضرورة للمجلس او الديوانية. ومن المهم ان لا تسود بيننا لغة التهوين: المرض بسيط.. هذه مبالغات.. تضخيم للمخاوف.. الخ.

هذه اللغة تعني او تساعد الآخرين على التهرب من الإلتزام.

ان ما يسود العالم الآن هو القلق وليس التهوين.. قلق حقيقي وخوف من الآثار المحتملة التي قد تعرض نشاط المجتمعات للشلل.. صناعات ضرورية لحياة الناس اصبحت مهددة بالتوقف حتى نقص الغذاء بات محتملا على مستوى العالم ان استمر الوباء في الإنتشار والمسؤولية لدفعه واجب الجميع.