آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:14 م

أمننا الصحي رهنُ وعينا وتعاوننا

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

جهود متواصلة تقوم بها الطواقم الطبية، في وزارة الصحة السعودية، من أجل منع انتشار فايروس كورونا.

الوزير توفيق الربيعة، ظهر عبر حساب الوزارة في ”تويتر“، موجهاً رسالة إلى المواطنين والمقيمين، مناشداً إياهم التعاون وأخذ الحيطة، والعناية بالنظافة.

الربيعة ليس من هواة الشبكات الاجتماعية، وليس في موقع أو وقت يسمح له ببث رسائل دعائية، لو لم تكن هنالك حاجة ماسة لهذا الفعل.. الجمهور العام في السعودية، يجمع على الإشادة ب ”أبطال الصحة“. كثرٌ من الأوسمة استحدثت على الشبكات الاجتماعية، وتسابقت التغريدات الممتدحة، من مختلف الشرائح والمناطق.. هذا التفاعل عبر العالم الافتراضي، يعطي العاملين في القطاع الصحي دفعة معنوية. إلا أن الأهم من كل قصائد المديح، هو السلوك العملي على الأرض.

ماذا سيجني الممرضون والأطباء والمسعفون، من تغريدات يطلقها أصحابها وهم يجلسون في ديوانياتهم واستراحاتهم، مع مجموعة كبيرة من الرفاق، الذين يستقبلونهم بالسلام والعناق و”حب الخشوم“، يلعبون البلوت سوية، أو يدخنون الشيشة، في أماكن بعيدة كل البعد عن الاشتراطات الصحية!

إن المهم في هذه الفترة الحرجة صحياً، التي تمر بها المملكة والعالم، أن نلتزم فعلياً بالاشتراطات الصحية، ونبتعد عن التجمعات التي هي بيئة حاضنة تسهل انتقال المرض.. كلما زاد عدد الإصابات بالفايروس، تضاعف الجهد على وزارة الصحة، ومعها باقي الأجهزة والمؤسسات المعنية بخطة السلامة الوطنية.

صحيح أن هذه المؤسسات وظيفتها خدمة المواطنين والمقيمين، إلا أن هنالك مرحلة تسبق قيامها بمهامها، ألا وهي دور الأفراد في تجنب الإصابة بالفايروس قدر الإمكان، والوقاية الأولية.

هنالك من يعتقد أن ثمة مبالغة في الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، ومن يظن أنه قادر على تحمل أعباء المرض، حاله حال أي إنفلونزا موسمية. إلا أن هذا الرأي يجانب الصواب، وينبئ عن قلة وعي وغياب للثقافة الطبية.

صحيح أن الهلع والخوف المبالغ فيه أمر سلبي. إلا أن المراقب له أن يسأل: لو كان خطر كورونا مضخماً، لماذا تتحمل المملكة كل هذه التكلفة الباهظة مالياً، التي تثقل ميزانيتها، وتعطل دورة الاقتصاد، وتؤخر إنجاز المشروعات، في وقت تسعى فيه لتحقيق رؤية 2030؟ إذا كان كورونا مجرد فايروس عابر، يعالج بالدعاء والزنجبيل وكأس من الليمون، لماذا قررت القيادة السعودية اتخاذ كل هذه الاحتياطات التي تحرم خزانة الحكومة من ملايين الريالات يومياً؟

ليست المملكة وحدها من تبنت هذه الإجراءات؛ فهنالك الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، بريطانيا.. وسواها من دول العالم المتحضر.. هي ليست إجازة للهو والكسل والتبلد. بل، أوقات للتكاتف، والعمل التطوعي، وبناء وعي جمعي، يساعد على تجاوز الأزمة بأقل الخسائر.

نجاح الخطط الحكومية يعتمد بالدرجة الأولى على الاستجابة والتعاون المجتمعي، فليس هنالك خطة نهائية أو مكتملة، وإنما جميعها اجتهادات يتم التعديل عليها واكتشاف جوانب القوة والضعف فيها بشكل يومي، كلما خضعت للتجربة الميدانية. وواجب المجتمع هو التعاون والعمل المشترك للوصول لأفضل النتائج.