آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

ماذا يفعل الأطفال في عطلة كورونا الطارئة..

من الأرشيف
جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

دعت الأخصائية الاجتماعية زهراء الداوود لأهمية البحث عن جوانب إيجابية ينبغي استثمارها في عطلة الكورونا الطارئة لكسر الملل والتذمر والتوتر الذي يشعر به الصغار والمنعكس حتى على الكبار نتيجة تغيير روتين حياتهم وجلوسهم في المنزل.

وأوضحت بأن الدور الأكبر يقع على الأبوين والعائلة عموما في كيفية استثمارها، مبينة أنها فرصة لمعاودة اكتشاف الأطفال واكتشاف مواهبهم وميولهم وتعزيزها بالطريق الصحيح.

ونبهت من لجوء بعض الآباء والأمهات إلى إشغال أطفالهم بالآيبادات والهواتف لفترات طويلة لاعتقادهم بأن ذلك سيساعدهم في قتل الملل مما قد يؤدي لزيادة فترة تعرضهم إلى الشاشة وربما يقود للإدمان الالكتروني.

وأكدت الداوود على ضرورة تقنين تعرض الطفل للشاشة في هذه العطلة وإبدالها بفترات لعب بالاضافة لابتكار ألعاب تناسب الأطفال وأعمارهم وتشجيع العائلة لهم، مشيرة لأهمية سيطرة الآباء على سلوكياتهم في الوقت الذي يقضونه مع الشاشة أمام الأطفال لأنهم يلاحظون ويقلدون بذكاء.

ولفتت إلى أن اللعب من اللغات المهمة التي ينبغي استثمارها في هذا الوقت خاصة للأطفال في سنواتهم الأٌولى فهم يعبرون من خلاله عن أنفسهم ومشاعرهم وعن تصورهم للاخر.

وأوضحت بأن على الآباء اللعب أولا أمام أطفالهم من أجل تحفيزهم على التقليد وبالتالي فهي فرصة لإعادة الاجتماع مع العائلة التي فرقتها ظروف العمل ومواقع التواصل بالإضافة إلى أنها قد تكون فرصة لإشباع رغبات مكبوتة لدى الآباء لم تحقق أثناء الطفولة في اللعب.

وبخصوص نوع هذه الألعاب أشارت بأنه ينبغي اختيار الألعاب التي تحفز الذكاء والرياضة الدماغية، فألعاب التحدي والذكاء مثل البازلات والأحجيات والصور تقضي على سرعة الملل لأنها تجعل الطفل في موقف تحدي وتجبره على الاستمرار في إكمالها.

وفي هذا الصدد قالت الداوود ”إن تواجد الأم والأب بالمنزل فرصة لإضفاء نوع من اللعب التوجيهي“ التعلم بالنمذجة " فالأطفال يتعلمون من الآخرين عن طريق تقليدهم وبالتالي سوف يبدؤن بتقليد تصرفاتهم.

وفسرت ذلك بأنه من الممكن استغلال تقليد الأطفال للآباء بأن يقوم الأب بالإجراءات الوقائية لمرض الكورونا أمام الأطفال عن طريق غسل اليدين والامتناع عن الخروج من المنزل لاشعاره بتأثير الفايروس وهذه تعتبر رسائل مباشرة وغير مباشرة الأطفال يترجمونها وفق مدركاتهم العقلية والتي بدورها تقلل من نسبة التذمر والتوتر الذي ربما سينتابهم نتيجة جلوسهم في المنزل.

واقترحت أن يشترك الجميع في هذه الألعاب لأن الكبار أيضا قد ينتابهم الملل، مشيرة إلى أن لكل عائلة لها منهاجها الخاص وربما لكل أب أو أم طريقته الخاصة في كيفية التعامل مع هذا الظرف الخاص وهذه العطلة المفاجئة.