آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

لص محترف

محمد يوسف آل مال الله *

جاء في بعض الأساطير أنّ رجلًا أخبر جحا بأنّ ثمة لص يجوب المنطقة ويسرق البيوت، فردّ جحا باستهزاء وسخرية قائلًا... مادام اللص بعيداً عن مدينتنا فلا يهمني أمره.

في اليوم الثاني جاء الرجل نفسه مرة ثانية وأخبر جحا بأنّ اللص دخل بيتاً من بيوت المدينة وسرق ما فيه، ردّ جحا مرة ثانية قائلًا لا يعنيني أمره مادام اللص لم يصل إلى الحي الذي أسكن فيه.

في اليوم الثالث جاء الرجل مرة أخرى مسرعًا وهو مضطرب وخائف إلى بيت جحا ليخبره بأنّ اللص وصل الحي وسرق ما سرق، فما كان من جحا إلاّ أنّ قال.. لا يهمّني أمره مادام لم يصل إلى بيتي.

في اليوم الرابع جاء الرجل كعادته ليجد جحا يبكي ويندب حظّه، فسأله الرجل... ما بك يا جحا؟

ردّ والدموع تبلل وجنتيه... ليتني سمعت كلامك واحترزت وعملت بكل الاحتياطات حتى أقِ بيتي من اللص، فقد سرق كل ما في البيت.

أتعلمون مًنْ يكون هذا اللص؟

إنّه فيروس كورونا. إنّه الجائحة التي لا تبقِ ولا تذر. لقد سرق الكثير من الأرواح وجعل أهلها يبكون ويندبون. لقد أهملوا أنفسهم فولج في أجساهم وتركوا بيوتهم مشرعة الأبواب فدلف إلى داخلها وعاث فيها الفساد والدمار.

احترز منه ولا تدعه يصل إلى بيتك ويسرق أغلى ما تملك، فهو لصٌ محترف ويحتاج إلى سور رفيع يمنع من وصوله إلى داخل المدينة وهذا السور هو أن تلزم بيتك وتتبع توجيهات وإرشادات وزارة الصحة والتقيّد بالضوابط الأمنية لتحمي نفسك وكلّ أحبابك منه.

فكلّنا أمن مدينتنا.