آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

بانحسار الأزمة... اعمل كشف حساب وقتك

المهندس أمير الصالح *

يوما ما، ونسأل الله أن يكون قريب جداً، سيعلن عن انحسار أزمة وباء الكورونا والحد من انتشاره، ورفع الحجر الصحي في كل أرجاء المعمورة. وعند ذلك الوقت سيحسب كل شخص الأرباح والخسائر في رصيده الزمني والمالي والترفيهي والمهني والتعليمي بعناوين مختلفة، مثل: الربح والخسارة، والارتياح والضيق، ومنسوب الشوق للأحبة، والدروس المستفادة من كل الأزمة ... الخ.

قرأنا في نشرات وبرامج متلفزة في عالم الأعمال والتجارة عن القطاعات الصناعية والتجاريةوالتكنولوجية التي استفادت أو تضررت ماليا من الأزمة الحالية الراهنة وباء الكورونا. ولعل كشف الأرباح والخسائر أو ما يعرف باللاتينية باسم Balance Sheet هو بالدرجة الأولى يهم الشركات والرؤساء التنفيذيين للشركات، وذوي العلاقة من المستثمرين ورؤساء المحافظ الاستثمارية، وحملة الأسهم لتلك الشركات. إلا أننا لم نقرأ أو نسمع في الإعلام عن الأضرار والأرباح التي تكتنفها كشوف الحسابات الفردية في مجال الوقت. حتما ويقينا لن يشارك الأفراد كشوفات حساباتهم المالية الشخصية، ولا يحب أحدهم أن يطلع عامة الناس عليها لأنه أمر شخصي جداً.

ولكن ماذا عن كشوف حسابات الأشخاص الزمنية؟

أعتقد بأن معظم الناس لا يمانع بأن يشارك من هم حوله بإبداء استيائه من الوباء وما تسببه له ذلك من إهدار لوقته الثمين، وانحصاره في المنزل.

بل البعض يبادر بإيراد كامل تفاصيل رصيد وقته المهدر بسبب وباء كورونا بشكل يومي في السنابشات.

دائما من يجيدون إدارة الوقت يجيدون صناعة النجاح والإنجاز والتحيين في اقتناص الوقت ولو على مقياس متواضع.

في الأمثلة اللاتينية الدارجة يقال Time is money بمعنى الوقت هو المال. وفي قول لأحد الأسلاف العرب ”ضع وقتك حيث تضع أموالك“ وفي قول أطلقته مع نفسي وهو ”من لا يحسن استغلال وقته لا يحسن إدارة أمواله“.

ستنقشع هذه الأزمة بإذن الله وحينذاك سيراجع كل منا مكاسبه وخسائره من عدة نواح أهمها وقته. وأتمنى أن يقوم كل مهتم بهذا الأمر بإعداد لائحة جرد يومي ويدققها كل يوم قبل اليوم لكي لا يجعل أمسه مثل يومه ويومه مساو لغده. فمن تساوت أيامه فهو مغبون وللفرص مهدر. وكل شخص عقله في رأسه يعرف خلاصه.

هناك من الناس من انخرط في قراءة القرآن والأدعية تضرعا لله

والسؤال من الله لرفع هذه الغمة، وهناك من الناس من تفرغ أكثر لحضور كورسات تعليمية مجانية، وهناك آخرون انخرطوا في متابعة الأنشطة الاقتصادية وأبعاد الأزمة، وهناك من الناس من تفرغ لمتابعة النشرات الإخبارية وإعادة نشر آخر الأخبار داخل القروبات. وهناك من الناس من همه الترفيه عن نفسه بشكل مفرط لدرجة تكاد أن تجزم بأنه منفصل عن الواقع. وهناك من استفاد ماديا من الفرصة، وهناك من هو خليط من كل شيء ذكرته آنفا.

تنسب كلمة على لسان تولستوي نصها: «كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة» ‎.