آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

تأثير كورونا المستجد على الاقتصاد وسبل تحقيق الاستدامة

محمد محفوظ *

علامات مؤلمة من الماضي وصور قاتمة غير واضحة من المستقبل، أنين الاقتصاد العالمي غطى قارات العالم كافة من شواطىء قولد كوست الذهبية بشرق أستراليا وحتى شواطئ ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة، أنين سمعه وأحس به جميع البشر بلا استثناء، فالحياة لم تعد على طبيعتها كما عهدوها، بل لم نشهد على أرض هذا الكوكب تأثرًا اقتصاديًا مشابهًا بالقرن الماضي، لا الحمى الإسبانية عام 1912 ولا الحربين العالمية الأولى والثانية ولا الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، لا شئ يمكن تشبيهه بكورونا المستجد كوفيد 19 والشرح واضح وبسيط، حيث لم يسبق للإنسان وأن اتصل مع أخيه الإنسان بقارات العالم المختلفة إلى هذه الدرجة من ذي قبل، ما يوجع الصين بات موجعًا للجميع والعكس صحيح، وعلى العالم أجمع أن يتعامل مع هذه الجائحة بفكر واحد وقلب واحد لتحقيق الهدف المنشود.

الاقتصاد العالمي اليوم يعيش حالة جديدة غير معهوده ومتغيرات لم يحسب لها حساب، قطاعات كثيرة تضررت أشد الضرر منها الطيران والسياحة والفندقة والخدمات اللوجستية والتجارة الحرة والأطعمة والمشروبات والقائمة تطول، قطاعات أخرى نمت بشكل غير مسبوق منها العمل عن بعد والصيدليات والخدمات الطبية والتعليم عن بعد والأهم من هذا كله التجارة الإلكترونية التي يتخصص بها محدثكم، كل شيء بات مربوطًا بالإنترنت، تجارتك، معاملاتك، نقل أموالك، مشاهدة البرامج، شرائك لاحتياجاتك اليومية، كل شئ بات مربوطًا بامتلاكك لإتصال إنترنت وتوفر منصات ومتاجر إلكترونية قادرة على توصيل احتياجاتك لك أينما كنت، هذه الجائحة ستغير من طريقة تسوق المستهلك إلى الأبد، كما أنها ستغير من نظرة التجار للطريقة المثلى للتسويق وعرض البضائع كذلك، كنت شخصيًا أتمنى أن تنمو لدينا ثقافة التجارة الإلكترونية بموضع مختلف وبظروف مختلفة، لكن كان ما قد كان وعلينا جميعًا أن نتأقلم مع الوضع الراهن كما هو.

الجانب الآخر من هذه الجائحة وهو جانب استشفيته من تعاملي مع التجار بالسوق المحلية مرتبط أكثر بسبل الوقاية من الضرر وتحقيق الاستدامة في ظل جائحة كورونا، ومن هذا المنطلق يمكن تقديم النصائح التالية:

1 - إبحث عن طرق جديدة ومبتكرة للتسويق، فطريقة تلقي وتفكير المستهلك قد إختلفت بشكل نسبي.

2 - خفض نفقات التشغيل قدر الإمكان.

3 - إحرص على الاستمرار بالبيع، حتى وإن اضطررت لتقديم تخفيضات أو تنازلات.

4 - قلل من المصروفات قدر الإمكان.

5 - صارح موظفيك بوضعك المالي وحاول التوصل لاتفاق عادل لتأجيل دفع المستحقات حتى يتسنى لك ذلك في حالة تعذر الدفع.

6 - فكر بالطريقة المثلى لاستمرارية عمل المؤسسة وأترك التفكير بالأرباح فهذا ليس بالوقت المناسب لذلك.

7 - ابتعد عن الهرمية التقليدية وإعتمد اللامركزية باتخاذ القرار عنوانًا للمرحلة القادمة.

8 - إحرص على رضى وسعادة موظفيك، فمن دون ذلك لن تكون هنالك إنتاجية ولن تسير الأعمال وفق الخطط الموضوعة.

9 - ضع بحسبانك أسوأ سيناريو متوقع لوضع السوق لتبني استراتيجيتك بناءًا عليه.

والأهم من كل ما سبق وعلى صعيد إنساني، تفائل أولاً، وتفائل ثانيًا، وتفائل ثالثًا، فتفاؤلك سينعكس على من حولك بتجارتك ومجتمعك وبيتك، فهذه الضائقة مؤقتة وستزول بإذن الله، فاحرص كل الحرص على أن تتجاوزها بأقل ضرر ممكن.

متخصص بالإدارة و التسويق و التجارة الإلكترونية، أرى هذا العالم بمنظور خاص قد يكون مختلف بشكل نسبي عمّن حولي، لي إهتمامات كثيرة من بينها علاقات الدول السياسية الإقتصادية، التغيرات المناخية و تأثيرها على الإقتصاد العالمي و التوعية البيئية.