آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

كلّما ضاقت فُرجت

محمد يوسف آل مال الله *

قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا «5» إنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا «6»؛ [الشرح].

تمر على العالم محن وويلات تجعل الناس في تخبّط ودوّامات لا تدري ماذا تفعل وكيف تتصرف حتى يحين الفرج من عند الله سبحانه وتعالى وسرعان ما تنتهي وتعود الحياة كما لم يكن شيء والقليل من الناس مَنْ يدرك أهمية ذلك الحدث رغم الإشارات التي يبعثها خالق الخلق ومدبّر الأمور عبر تلك الأحداث.

ما نراه اليوم من كارثة مهيبة وعظيمة تهزّ العالم بأسره إلاّ دليل على أنّ ثمة عصيان وطغيان يجوب الأرض ليملأها ظلمًا وجورا ورسالة واضحة من الخالق عزّ وجلّ بأنّنا بحاجة ماسة للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. مهما كان إيمان الإنسان فإنّ أمر الله ماضٍ في عباده إلاّ مَنْ رحم ربي.

الإحترازات والوقاية واجبة، فحفظ النفس من العبادات التي لا تقبل التأويل أو الاجتهاد وطاعة القانون في هذا الأمر واجب شرعي وعقلي مهما كان توجّهك ودينك ومذهبك. القضية لا تخصّك وحدك، فالأمر يتعلّق بجميع الأنفس وكل مَنْ هم حولك. هذا الظرف العصيب الذي نعيشه بحاجة إلى صبر كبير، قد تطول مدّته ولكن حينما تنظر إلى رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده فإنّك سوف ترى اللطف الإلهي الذي يتلازم ويقترن برحمته الواسعة.

نحن نلحظ بين فترة وأخرى تضييق الحصار علينا وذلك من أجل سلامتنا التي قد نغفل عنها بسبب كبريائنا أو استهتارنا أو لعدم تصديق الأثر البالغ جرّاء هذه الجائحة. الأمر لم يعد خيارًا حتى نلتزم بتلك التوجيهات والأرشادات الحكومية المتمثلة في وزارة الصحة من عدمه، حيث أصبح الأمر أكثر تعقيدًا وأكبر خطورة والوقاية خير من العلاج. لا نشك في قدرات الكوادر الصحية فهم بحمد الله يبلون بلاءً حسنًا، ولا في الإحترازات الوقائية الحكومية ولكن لابد على كلّ منّا القيام بدوره في تجفيف منابع هذا الوباء الخطير وذلك من خلال التقيّد بها.

الإيمان بالله وبقدرته وبأنّ بعد العيسر يسرا عنوان يجب أن نحمله على عواتقنا وأن نعمل بكلّ ما يحقق هذا اليسر من خلال تقيّدنا بالتوجيهات والإرشادات الحكومية المتمثلة في وزارة الصحة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكشف عنّا هذا البلاء وأن يمّن على المرضى بالشفاء والصحة والعافية وأن يحفظ البلاد والعباد إنّه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.