آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

هدية وزارة التعليم

محمد يوسف آل مال الله *

ها قد صدر هذا اليوم الخميس 23/8/1441 هـ قرار معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ بخصوص نقل جميع الطلّاب والطالبات في التعليم العام إلى الصفوف التي تليها في ظل أزمة كورونا الاستثنائية المعتمد بالأمر الملكي الكريم رقم «31686» وتاريخ 19/5/1441 هـ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو... هل يعي المعنيّون من الطلّاب والطالبات هذا القرار؟

ينقسم المعنيّون إلى ثلاث فئات حسب ما أراه. الفئة الأولى هم الطلبة الممتازون والفئة الثانية هم الطلبة العاديون والفئة الثالثة هم الطلبة المتخلفون والمتعثّرون دراسيُّا ولكل فئة منهم رؤيته الخاصة بهذا القرار.

الفئة الأولى تنقسم إلى قسمين من حيث التحصيل العلمي، فالقسم الأول أولئك الذين يتربّعون على قائمة الإمتياز ويشعرون بالسعادة بهذا القرار وأمّا القسم الآخر منهم أولئك الذين يرون أنّهم بحاجة إلى رفع مستواهم العلمي والحصول على درجات أعلى مما هي عليه في الفصل الدراسي الأول وقد فاتهم ذلك.

الفئة الثانية وهم أيضًا ينقسمون إلى قسمين من حيث الاهتمام بالدراسة. فالقسم الأول الذين يعملون بجد ولكنّهم محدودي القدرات ويطمحون إلى رفع مستوياتهم وتحصيلهم العلمي ولكن هذا القرار لا يخدمهم فتراهم يأسفون لذلك ويلومون أنفسهم لأنّهم لم يحصلوا على درجات عالية. أمّا القسم الآخر فبلا شكّ أنّهم سعيدون بهذا القرار وقد أزاح عنهم عبءًا كبيرًا، إذ لم يعد أمامهم ما يقلقهم ويعكّر صفو أوقاتهم التي يريدون أن يشغلونها بهواياتهم بعيدًا عن أي اهتمام علمي أو دراسي.

الفئة الثالثة وهم بهذا القرار وصلوا إلى قمة السعادة إذ لم يعد يقلقهم أي شيء، لا الدراسة ولا همّ الرسوب والفشل ولا حتى لوم أولياء الأمور والأقربين لهم.

كيف يرى أولياء الأمور هذا القرار؟

ينقسم أولياء الأمور إلى فئتين فقط، مهتمّون وآخرون غير مبالين. الفئة الأولى تنقسم إلى قسمين. أولياء أمور غير سعيدين لِطَمَحِهم بحصول أبنائهم وبناتهم معدلات أعلى ولم يعد هناك مجال لذلك والقسم الثاني سعيدون لأن ثقتهم بأبنائهم وبناتهم محدودة ويحمدون الله على نجاحهم.

الفئة الثانية لا تحتاج إلى تفصيل وتوضيح لأنّ الأمر لا يعنيهم فهم يعيشون بعيدين عن أبنائهم وبناتهم.

يبقى أن أشير إلى فئة خاصة من الطلّاب والطالبات الذين بحاجة ماسة إلى الاهتمام الكبير والدعم القوي من قبل أولياء الأمور وهم طلّاب وطالبات الصفوف الدنيا، الأول والثاني والثالث الإبتدائي فهؤلاء بحاجة ماسة إلى تقوية الأساسات الضرورية لهم وبناء قواعد صلبة من قراءة وكتابة ورياضيات، فكل فصل من الفصول الدراسية لهم يعني الكثير، بل يعتمد كل فصل دراسي على الفصل الذي يسبقه.

هذا ما قدّمته الدولة حفظها الله وهذه هديّتها لأنبائها وبناتها ممثلة في قرار معالي وزير التعليم، والسؤال ماذا سيقّدم الطلبة والطالبات للدولة ووزارة التعليم وللمجتمع؟

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكشف عنّا هذا البلاء وأن يمّن على المرضى بالشفاء والصحة والعافية وأن يحفظ البلاد والعباد إنّه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.