آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

حقائق تكشفها البلديات في زمن الكورونا

عباس سالم

الحقائق التي تكشفها لنا البلديات من داخل بعض المطاعم والملاحم والأسواق وغيرها التي تدار بواسطة العمالة المخالفة، بعد تشديد الرقابة ووضع اشتراطات صحية صارمة عليها ضمن الإجراءات الاحترازية الوقائية من وباء فيروس كورونا.

من هنا لا بدا لنا أن نفكر من جديد في مستقبل المهن الحرفية والزراعية ومستقبل الباعة والموزعين في السوبرماركتات والبقالات وتخليصهامن أيدي مخالفي نظام الإقامة والعمل، حيث أصبحت تلك العمالة هماً يؤرِق كل مواطن في هذا الوطن الغالي، بما تقوم به من جرائم بحقالوطن والمواطن.

كانت المهن الحرفية في البلاد سابقاً مثل صيد السمك وبيعه في الأسواق، والزراعة، وطهي الطعام في المناسبات والأعراس، والحدادة، وتشييد المنازل، والحلاقة، والبيع في المحلات التجارية وغيرها، تدار بأيدي أهل البلد وكان الكل يعمل ويتعب ولم يكن للأجنبي مكاناً بينهم، فأين شبابنا اليوم عن هذه الأعمال؟.

حالة الثراء التي أفرزتها الطفرة المادية بعد اكتشاف النفط، أفرزت تداعيات عديدة منها ما هو إيجابي كتحسين مستوى العيش، وارتفاعمستوى الدخل الفردي، والتحسن الكبير في العجلة الاقتصادية عامة، ومنها ما هو سلبي حيث انتشرت ظاهرة الكسل بين الشباب في بعضالشرائح الاجتماعية، والاعتماد على العمالة الوافدة في كل شيء حتى في مأكلنا ومشربنا وأصبحنا تحت رحمتهم..!!

غابت التحيات الجميلة في الأسواق بين أبناء بلدي التي كنا نسمعها صباح ومساء كل يوم، فما إن تأتي إلى السوق في الصباح إلا وتسمعتحية الإسلام تتناثر بين أصحاب المحلات ”السلام عليكم أبو فلان، صبحك الله بالخير أبو علان“، فتثير فيك الرهبة ليوم جميل مليء بالحيويةوالنشاط إلى غروب الشمس التي تمتص أوجاع وانكسار تعب اليوم إلى الليل الذي ينثر سكينته على نفوس الناس في منازلهم لتحلق عالياًبأحلامهم مع النجوم.

تلك التحيات تحولت اليوم إلى أصوات رمادية نسمعها هنا وهناك ولا نعرف معناها! في كل يوم ترى العشرات من المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل مجتمعة على الأرصفة وسط الأسواق، ولا تستطيع المشي في الشارع وأنت لم تكن محاطاً ببعض منهم من كل جهة وصوب، وبينالحارات في بعض المناطق التي استوطنوها وجعلها البعض منهم مركزاً لتمرير جرائمهم ضد الوطن والمواطن، ولا تستطيع أن تحصل لكعلى موقف لسيارتك بين عشرات سيارات السائقين من العمالة الأجنبية التي استوطنت المكان كله!

منذ جائحة وباء فيروس كورونا وجرائم العمالة السائبة في البلاد تتصدر الحملات الميدانية التي تقوم بها البلديات وبعض مؤسسات الدولة حفظها الله تعالى، وتمت الإطاحة بعصابات من بعض العمالة الوافدة المخالفة تسرح وتمرح في الغش والخداع والتزوير وبيع الأطعمةالفاسدة والمنتهية الصلاحية وتخزين بعض الأغذية للتحكم في العرض والطلب وغيرها من الجرائم التي تمس الوطن والمواطن.

أصبحت العمالة السائبة اليوم المنافس الأول لأبناء الوطن في عملية البيع والشراء داخل حراج سوق السمك المركزي في القطيف وكذلك داخلحراج المنتجات الزراعية في نفس المنطقة، والكثير منهم لا يملك إقامة أو انتهت وهو لا زال يعمل داخل الوطن، من هنا لا بدا من إعادة النظرفي موضوع العمالة السائبة، والضرب بيد من حديد على كل من لا يحترم الوطن وقوانينه، وعلى من لا يملك إقامة أو أقامته منتهية من العمالةالأجنبية وهو لا زال على أرض الوطن، وتطبيق القانون دون استثناء على العامل والكفيل في حالة المخالفة.

ختاماً رحم الله أولئك الناس من أهل بلدي الذين اتسموا بالعلم والطموح والرجولة والغيرة على البلد الذين غابت أصواتهم وغادرونا دونرجعة! وحلت مكانها أصوات أخرى.