آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

لا تسمحي باستغلالك..

زينب البحراني *

إذا جرَّدنا العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة من كُل التزامٍ، وأطلقنا لها العنان خارج إطار الضوابط القانونية والمُجتمعية والمادية التي يحميها الزواج الرسمي، فإن الخاسر الأكبر في تلك العلاقة ”المرأة“ مهما كان المُجتمع الذي تعيش فيه حُرًا مُتقدمًا يهبها حقوق إنسانية مُقاربة لحقوق الرجل، فكيف بمُجتمعاتٍ مازالت ترزح تحت وطأة موروث عقلٍ جمعي مازال يعتبر المرأة ”شيئًا“ يُمكن استغفاله واستغلاله والتحكم به لأنه أقل من أن يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه؟

ليس من السهل على المرأة السوية نفسيًا أن تُفارق رجلاً ارتبطت مشاعرها به، وبما أن المرأة لن تقبل علاقة جسدية مع رجل إلا إذا شعرت تجاهه بالانجذاب والأمان والثقة، فإن ارتباطها المشاعري به سيكون وثيقًا، بعيد الأمد، طامحًا إلى تكوين أسرةٍ مُعلنة وإن لم تفصح له عن تلك الحقيقة، وهربُ هذا الرجل الذي يعتبر الأمر لُعبة، أو تجربة، أو نزوة، أو تسلية، أو علاقة عابرة، أو سلوكًا مؤقتًا لا يدري لماذا فعله وورط نفسه به، سيورث خرابًا هائلاً في روح تلك المرأة ونفسها، وخسارة عاطفية ونفسية وجسدية وربما مادية يصعب علاجها وترميمها، إلا إذا كانت تلك المرأة مُحتالة أو بائعة هوى؛ وهذا النوع من النساء لا يبدأ اللعبة إلا بأخذ عربون أرباحه المادية أولاً، وبتكميم مشاعره ووضعها في ثلاجة التخدير المؤقت ثانيًا لتتمكن من التعامل معه ك زبون، أو عميل، أو فريسة دسمة تؤكل قبل أن تأكُل.

عندما يروّج الذكور في مجتمعاتنا لحرية الممارسات الجنسية دون مقابل قانوني ومجتمعي ومادي سواءً كانت تلك الممارسات خارج نطاق القبول الديني أو داخل هذا النطاق لخداع المتدينات من النساء تحت مبرراتٍ تتيح لهم حق استغلال جسد المرأة ومشاعرها وإخلاصها وصحتها وأموالها دون مُقابل، فإنهم لا يريدون خيرًا بالمجتمع عن طريق ”إعفافه“ كما يزعمون، بل يُريدون شرًا خالصًا كاملاً بنساء هذه المُجتمع باعتبارهن مخلوقات مُغفلة، ولا مانع من أن يستغل الواحد منهم أكبر عدد من النساء واحدة بعد أخرى لتحقيق أطماعه ومطامحه دون أن يلتزم بمهرٍ وحفل زفاف تشعر خلالهما تلك الزوجة بكرامتها، ودون تأسيس أسرةٍ تحميها، ودون أن يكون لها حق في إنجاب أطفالٍ تُشبع بوجودهم عاطفة أمومتها.

إنني أعلم علم اليقين أن كلامي هذا لا يمكنه أن يقي امرأة يخفق قلبها انجذابًا نحو رجلٍ شعرت في لحظةٍ ما أنه أهلاً للثقة من مخاطر تصديق الوعود الكاذبة، وأنها ستنزلق في فخ التجربة، وستقع بين براثن المُعاناة، وعندها ستذكر هذا الكلام وتؤمن به، لأن التجارب وحدها قادرة على إقناع الإنسان بالحقائق، لكن ما أرجوه منكِ أن تكون تجربة واحدة كافية لتذكيرك بقيمتك وكرامتك، ولا تسمحي بتكرارها كي لا تحوِّلي تلك الكرامة إلى منشفة يد وممسحة قدم مَن هب ودب مِن المُخادعين الأفَّاقين.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
أبو دعاء
[ القطيف ]: 27 / 4 / 2020م - 12:38 ص
كل الاحترام إلى الكاتبه
أرى في مقالتك التهجم الصريح على الذكور وانا لا أبرىءالذكور ولكن نسيت الكاتبه توضيح الإناث المطالبات بالانفتاح والتشبه بالاجنبيات والمطالبة بالرومانسية كما المسلسلات الاجنبيه ونسيت عاداتنا وتقاليدنا المجتمعية وظروفنا المعيشية.
وثقي يقيناً أن الذكور لا يقربون ولا ينظرون الى المحتشمة بل بمن تعرض نفسها لهم
تقبلو تحياتي .
2
علي الفسيل
[ تاروت ]: 27 / 4 / 2020م - 3:21 ص
أحسنت اختي الكريمة لهذا الطرح الجميل الذي نحتاجه في مجتمعنا
وأول التقويم لأي فرد يبدأ من المنزل لأنها المدرسة الأولى لأي بداية لمواجهة معترك الحياة فلنقوم الأعمدة بداخل البيت ليكون السور صد ممانع لأي اختراق من الطرف الآخر،،
ولأجل ذالك نعزز ما بداخلنا
بداية الخوف من الله لأي أمر نقوم به لننجوا بأنفسنا من أي سلب أو استدراج من الطرف الآخر بقوة الإيمان والتوجه الذي تعلمناه من والدينا للحفاظ على كرامة الاهل اولا وحماية أنفسنا ثانيا من أي
شخص يستغل اي أنثى لظرف ما
ونكون قد حصنا أنفسنا من أي
دخيل لحياتنا دون استاذان بل بطرق الباب بشكل رسمي..

















استغلال وإنما بطرق الباب بالاستاذان بأدب لدخول للحياة الزوجية
3
عباس
[ القطيف ]: 27 / 4 / 2020م - 11:11 ص
واضح من تقصد. مافي احد يقولها اليهم استحوا على وجوهكم ولو بدون اعلام. والاخوه والاقارب والاب اذا كان موجود مايتصرف معاهم بكل حزم وجرأه. في أمور يجب ان تكوم فيها واضح ولا تحتاج الى اعلام. التسقيط والمواجهه مجتمعيا واحده منها.
4
أبو حسين
[ القطيف - تاروت ]: 27 / 4 / 2020م - 3:19 م
أولاً أشكر الكاتبة على صراحتها، لكن دون تعميم الحالة على جميع الرجال، فالرجل المحترم لا يقبل أن يكون مخادعاً لأي إمرأة مهما كانت تملك من المال أو الجمال، أما النوعية التي ألمحت لها الكاتبة من الرجال فما هم الا ذكور وليسو رجال حتى وإن تسربلوا بعباءة التدين.. للأسف الشديد أن الكثير من النساء ربما ينخدعون ويقعون ضحايا وفريسة سهلة لهذه الكلاب، وعلى المرأة الشريفة العفيفة الا تنجرف وراء هذه الفئة من الذكور مهما تملك من مال أو وسامة، إجعلي شرفك وكرامتك فوق كل إعتبار.
كاتبة وقاصة سعودية - الدمام