آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

فرص من رحم الجائحة «3»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

على الرغم من أن المملكة لديها فائض إنتاج من بيض المائدة، إلا أن التهافت المستجد، أو لنقل غير المعتاد، عليه، جعله من السلع النادرة، على الأقل في بعض المدن والبلدات، لدرجة أن عددا من ”الهاشتاقات“ خصص من أجل ”البيض“، ولعل الأهم والأبلغ من ذلك أن مسؤولا رسميا تحدث على هامش الإيجاز اليومي للمتحدث الرسمي عن الجائحة، خصص له وقت، وبين من على المنصة، ورسميا، أنه ليس لدينا نقص في البيض، ومع ذلك استوردنا كميات كبيرة منه نزولا لتلبية الطلب المتصاعد.

ولم أتوقف هنا للحديث عن بيض المائدة بحد ذاته، لكن لبيان كيف أن ظروف الجائحة أثرت في أنماط الطلب طبقا لاعتبارات تخص المشتري والبائع وظروف السوق.

لكن ما الأمر الذي جعل الوضع يبدو كأن السوق المحلية تعاني نقصا في إمدادات البيض، أخذا في الحسبان ما قاله مندوب وزارة الزراعة عن وفرة المنتج وما يجده بعضنا من خواء الأرفف من البيض؟ بعيدا عن التنظير، بالأمس بحثت عن المنتج في اثنين من أكبر ”السوبرماركت“ ضمن محيط الحي، ولم أجد، وبعد اتصالات عدة أرشدني أحد الأقرباء إلى بقالة محددة، وبالفعل وجدت لديه المنتج وكان البائع يقنن، طبقا واحدا للشخص.

إذن هي توافر المعلومات. وهذا ما يدرس في أول حصص الاقتصاد فيما يتعلق بالأسواق وكفاءتها؛ توافر المعلومات يزيل الضبابية، فيجعل السوق أكثر كفاءة ويحد من فرصة المتربحين من نقص المعلومات، بأن يرفعوا الأسعار أو أن يحدوا من تدفق البضاعة وهي حبيسة المستودعات! إذن، الأمر حقيقة يتعلق بكفاءة توفير المعلومات عن المنتجات على مستوى من التفصيل.

مثلا، لماذا لم تعلن ”السوبرماركت“ ”خواء“ أرففها من البيض على موقعها في النت؟! من ناحية أخرى، تأخذنا هذه النقطة إلى أخرى ذات صلة، تتصل بكفاءة التوزيع، فتجد الأصناف عند البقالات الصغيرة في الحي ولا تجدها في ”السوبرماركت“ الكبيرة! بل إن صاحب البقالة الصغيرة، حتى إن لم يكن الصنف متاحا، يقول لك واعدا: ستأتينا حمولة عصرا أو غدا.

من ناحية أخرى، نجد أن بعض محال ”السوبرماركت“ ليس فقط تفتقد للكفاءة في تعبئة الأرفف، بل ما لا يمكن أن يخفى أن الأسعار تتجه صعودا إلى أصناف منتقاة، مثل ”الليمون“، تجده بسعر مضاعف في ”السوبرماركت“ عما تجده في بقالة الحي أو في محال الخضرة والفواكه. وهكذا، فالتحدي، تقوية المشتري بالبيانات.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى