آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

نعيما مقدما.. كرسي الحلاق

الدكتور نادر الخاطر *

حينما يأتي دورك للحلاقة وتجلس على كرسي الحلاق، ربما تشعر بأنها جلسة تنعم وارتياح، لكن بعد فترة يأتيك شخص آخر فيقول لك نعيما، أتى دوري حتى اخد مكانك أو يقول لك نعيما مقدما «غيرك ينتظر دوره، الكرسي ليس لك»، نجومية بعض الأشخاص ما تحمل من وجاهة وتقدير من الأخرين لربما تنطفئ بزوال الكرسي التي كان جالس عليه، المنصب الاجتماعي أو الإداري يشكل مثل كابتن كرة القدم، لابد أن تأتي اللحظة التي تسلم فيها راية المنصب الى الكابتن الجديد. ربما النجومية تكون في عز القوة العطاء، فينبغي إعطاء غيرك فرصة للجلوس على الكرسي.

القارئ الكريم نعم اتفق معاك، بان التطور والترقي والنجاح وتقديم الأفضل للمجتمع كلها تؤدي الى طموح الشخص، لكن تأتي المصيبة فيمن يحبون الكرسي وتقديم مصالحهم الشخصية على مصلحة المجتمع، البعض من المدراء يصل الى الكرسي بهدف جمع المال والوجاهة، وليس مهتم في تحقيق إنجازات وطنية واجتماعية في خدمة الناس، بل هدفهم يتآمرون على الناس ويظهروا الى من حولهم بأنهم أصحاب وجاهة. الحقيقة والواقع بان الكرسي الإداري مثل كرسي الحلاق من نوع جلسات القصيرة، لا يدوم لهم ولن يستطيعوا الجلوس عليه إلى الأبد، أنما يدوم الإخلاص والأبداع ومساعدة الناس في العمل.

فصاحب الكرسي المستدير هو القائد الذي يكون رساليا وحكيما في منصبه ويخاف الله في الناس، فمن الخجل والعيب بأن تتعطل مصالح المجتمع بسبب بعض المدراء الغليظين والخشنين في التعامل مع من حولهم، حيث بعض المدراء مثل الورد البلسم الشافي ينمو في كل مكان، والبعض ريما يكون مثل الشوك يصعب أن تقلعه ويضر من حوله. قبل ستة أشهر طرحت مقال يحمل فكرة الشخص الذي يفقد الكرسي يعامله الناس معاملة أخرى، حيث كان الناس يحترمون ويحبون الكرسي لا يحبون صاحب الكرسي.

تكون البيئة جميلة لها شرفة خضراء عندما يكون أصحاب المناصب يجلسون على الكرسي ويراعون مصالح الناس يخلصون في عملهم حيث المسؤولة والعمل يحتاج الى الخلق الحسن والأخلاق الاجتماعية، فنتمنى الكلمة الطيبة والابتسامة واحترام الوقت في العمل يكون الهدف الرئيسي لصاحب الكرسي، حيث الأخلاق الطيبة التي سوف يتذكرها الناس بينما الكرسي حتما يوم من الأيام سوف يأتي غيرك ويقول لك نعيما، الحمد الله رب العالمين، ديننا الإسلامي اهتم في بناء عقول الناس مستنيرة وتحمل العدل والمساوة والإنصاف.