آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

تسعة أسئلة وأجوبتها حول متى وكيف تنتهي جائحة فيروس كورونا؟

عبد الله العوامي *

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي

بقلم: السيد جيمس باتون James Paton، مراسل الصحة بأوروبا في وكالة بلومبرج الإخبارية Bloomberg News

المصدر: وكالة بلومبرج الإخبارية Bloomberg News حسب الرابط أدناه.

تاريخ النشر: 3 ابريل 2020م

مع تجاوز الحالات المؤكدة لفيروس كورونا المستجد Covid - 19 على مستوى العالم مليون وأكثر بالإضافة الى اغلاق الكثير من البلدان من أجل إبطاء الوباء، فإن السؤال الذي ينبثق من هذه الجائحة هو: ”متى سينتهي كل هذا؟“ تعتمد الإجابة بشكل كبير منها على عدم اليقين بشأن الفيروس التاجي الجديد الذي يسبب المرض، والذي يشمل إمكانية الاصابة منه بأكثر من مرة ومدى سرعة علماء العالم في إنتاج لقاحًا له. بالإضافة الى أهمية الجانب الصحي، فإن تكلفة وفوائد الإغلاق المطول وما تستطيع الدول المختلفة تحمله، من وجهة نظر اقتصادية وسياسية، هي أيضا عوامل مهمة.

هناك تسعة أسئلة مهمة تساعدنا في فهم الصورة بشكل أفضل، واليكم الأسئلة واجاباتها:

السؤال الأول: كيف تنتهي هذه الجائحة؟

هناك إجماع على أن هذا الوباء سينتهي فقط عندما نؤسس الى ما يسمى بمناعة القطيع. يحدث هذا عندما يكون عدد كافٍ من الأشخاص في المجتمع لديهم الحماية من العوامل الممرضة حيث لا يمكن للفيروس الصمود وبعدها يموت. وهناك مساران لهذه النتيجة:

• المسار الأول - هو التحصين «التطعيم» ضد الفيروس: وهنا يتعين على الباحثين تطوير لقاح يثبت أنه آمن وفعال ضد الفيروس التاجي، وسيتعين على السلطات الصحية توصيله إلى عدد كاف من الأشخاص.

• المسار الثاني - هو أكثر قتامة: وهذا يمكن أن يحدث أيضًا بعد إصابة جزء كبير من المجتمع بالعوامل الممرضة لهذا الفيروس وبعدها تتطور مقاومة المجتمع بهذه الطريقة.

الرحلة إلى مناعة القطيع «وفقًا لدراسة نشرت في 7 أبريل 2020» لها ثلاث محطات مختلفة:

• لا حصانة: العوامل الممرضة لهذا الفيروس تدخل للمجتمع. ولأنه جديد، لا أحد لديه مناعة ويبدأ في الانتشار.

• بعض الحصانة: أولئك الذين يتعافون والذين يحصلون على لقاح «إذا كان هناك واحد» يطورون من جراء ذلك مناعتهم، على الأقل لفترة من الزمن. مع هذا الفيروس التاجي الجديد، لا يُعرف إلى متى. حتى الآن، لا يوجد لقاح تم اعتماده.

• مناعة القطيع: تتحكم مناعة القطيع عندما لا تتمكن العوامل الممرضة لهذا الفيروس من العثور على مضيف يستقبله وبعدها يتوقف من الانتشار. يحدث هذا بمجرد الحصول على حصانة جزء كاف من المجتمع. بالنسبة لهذا الفيروس الجديد، تتراوح التقديرات من 55٪ إلى 82٪.

السؤال الثاني: كيف ندير الأمور حتى ذلك الحين؟

بالنسبة للعديد من البلدان، تتمثل الاستراتيجية في منع الحركة لإبطاء الانتشار بشكل كبير، ويتمثل ذلك في إغلاق الشركات والمدارس، وحظر التجمعات وإبقاء الناس في منازلهم. الهدف من هذه الفكرة هو منع حدوث انفجار كبير في الإصابات التي تطغى على إمكانية النظام الطبي، مما يتسبب في وفيات مفرطة مع تقنين الرعاية. ”تسطيح المنحنى“ يترنح حيث تتأرجح الحالات على مدى فترة طويلة من الزمن وفي هذه الاثناء تشتري السلطات ومقدمي الرعاية الصحية الوقت للتعبئة - من أجل بناء القدرة على عمل الاختبارات، وتتبع الاتصال بالأشخاص المصابين، وعلاج المرضى، من خلال توسيع مرافق المستشفيات، بما في ذلك أجهزة التنفس ووحدات العناية المركزة.

السؤال الثالث: متى يمكن تخفيف القيود؟

لا ينبغي للجمهور أن يتوقع عودة الحياة إلى طبيعتها بسرعة. قد يؤدي رفع القيود مبكرًا إلى المخاطرة باستدعاء موجة جديدة من الاصابات المرتفعة. بدأت السلطات في الصين في إعادة فتح مدينة ووهان، حيث بدأ الوباء، بعد شهرين من عزلها عن العالم، وعندما توقف انتقال العدوى فعليًا. لكن الإجراءات التي اتخذتها الصين كانت أكثر صرامة من أي مكان آخر حتى الآن، وعادت مقاطعة واحدة على الأقل إلى الإغلاق ثانية. وقالت السيدة جيني هاريس Jenny Harries، نائبة رئيس الأطباء في بريطانيا، إن إجراءات الإغلاق يجب أن تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أو، بشكل مثالي، تصل إلى ستة أشهر. كما يوصي البروفسور أنيليس ويلدر سميث Annelies Wilder - Smith، أستاذ الأمراض المعدية المستجدة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي London School of Hygiene and Tropical Medicine، بفرض قيود على البقاء في المنازل حتى تنخفض الحالات اليومية باستمرار على مدى أسبوعين على الأقل.

السؤال الرابع: ثم ماذا؟

تدعو خارطة طريق أعدتها مجموعة من المتخصصين في الصحة الأمريكية بمن فيهم مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق السيد سكوت جوتليب Scott Gottlieb إلى مرحلة وسطية سيتم فيها إعادة فتح المدارس والشركات ولكن ستبقى التجمعات محدودة. سيستمر تشجيع الناس على التقيد بالابتعاد عن بعضهم البعض، ويُنصح أولئك المعرضون لمخاطر عالية بأن تبقى أوقاتهم محدودة خاصة في الأماكن العامة. إذا بدأت الحالات في الارتفاع مرة أخرى، سيتم تشديد القيود ثانية. يمكن القول إن تقرير خارطة الطريق، والذي نشره معهد انتيربرايز الأمريكي American Enterprise Institute، وهو من المؤيدين لرجال الأعمال، أكثر تفاؤلاً من المستقبل الذي يتصوره الباحثون في كلية لندن الملكية Imperial College London. حيث تشير نماذجهم على ان يستمر الاغلاق على الأقل ثلثي الوقت حتى يتم إنشاء مناعة القطيع، ستحتاج جميع الأسر إلى تقليل الاتصال بالمدارس أو أماكن العمل أو مقابلة الجمهور بنسبة 75٪. على أي حال، فإن توفر الاختبارات على نطاق واسع مهم في هذه المرحلة. في قلب الخطة الأمريكية: يجب توفر 750,00 اختبارًا على الأقل أسبوعيًا.

السؤال الخامس: ما أهمية توفر الاختبارات؟

هذا الفيروس يسبب الكثير من الدمار، ليس لأنه قاتل بشكل خاص، ولكن لأنه خبيث، العديد من المصابين لديهم ما يكفي من الصحة والنشاط لممارسة أعمالهم اليومية، ولكنهم ينشرون العدوى دون قصد للآخرين. وهذا يجعل من الضروري توفر اختبارات العدوى على نطاق واسع بين السكان، بالإضافة الى اختبار كل شخص يعاني من الأعراض. بهذه الطريقة، يمكن عزل المصابين بالعدوى ويمكن تعقب كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم أثناء انتقال العدوى، ومن ثم عمل اختبارات لهم وعزلهم إذا لزم الأمر أيضًا، مما يحد من انتشار العدوى في المجتمع. نوع آخر من الاختبارات وهو الذي يبحث عن الأجسام المضادة لمعرفة من استطاع التغلب على الفيروس وبالتالي من غير المحتمل أن يُعاوده ثانية، على الأقل لفترة من الوقت. بمجرد توفر هذه الاختبارات على نطاق واسع، قد تمكن الأشخاص الذين لديهم نتائج إيجابية للأجسام المضادة من التحرك بحرية أكبر.

السؤال السادس: ما أهمية أين أنت؟

يمكن للدول الاستبدادية مثل الصين أن تفرض ضوابط أكثر صرامة على الحركة وتستخدم وسائل أكثر تدخلاً للمراقبة، مثل فحص الحمى من منزل إلى آخر، وتتبع الناس، وتنفيذ الحجر الصحي، وتكون أقل عرضة للضغوط من الشركات والآراء الشعبية. وهذا يمنحهم أدوات قوية لإبقاء الفيروس تحت السيطرة، طالما أنهم يقظون ومحترسون ضد حالات الاصابة المستوردة. هذا النموذج الاستبدادي يواجه صعوبة كبيرة في تنفيذه بالدول الأخرى. يمكن للدول الأكثر فقراً تحمل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن القيود المطولة بسهولة أقل، وغالباً لا تمتلك البنية التحتية الصحية لمراقبة واسعة النطاق.

السؤال السابع: كم من الوقت يستغرق اللقاح؟

عشرات الشركات والجامعات حول العالم تعمل على انتاج اللقاح، ولكن ليس هناك ما يضمن أنهم سيتمكنون. يأخذ تطوير اللقاح عادةً عملية طويلة ومعقدة تتضمن سنوات من الاختبارات المكثفة لضمان سلامة اللقاحات وفعاليتها. في مكافحة الفيروس التاجي، يهدف بعض اللاعبين إلى تقديم لقاح في غضون 12 إلى 18 شهرًا، وهذا يعتبر هدفا طموحا للغاية. بالإضافة إلى استخدام المناهج المجربة والحقيقية، يعتمد العلماء على تقنيات جديدة، مثل تلك التي تضيف المواد الوراثية الفيروسية إلى الخلايا البشرية، مما يدفعها إلى صنع البروتينات التي تحفز الاستجابة المناعية. يعتقد بعض المتخصصين في اللقاحات أنه ينبغي على الحكومات والمواطنين والمستثمرين تخفيف حدة تفاؤلهم. ليس من الواضح فيما إذا كانت هذه الطرق ستنجح، أو أنه سيتم الوفاء بالمواعيد الزمنية، أو أن الشركات ستكون قادرة على تصنيع عدد كاف من اللقاحات.

السؤال الثامن: ماذا عن المسار الثاني لمناعة القطيع؟

أولاً، سيحدث ذلك فقط إذا كان التعافي من العدوى يترك الأشخاص يتمتعون بمناعة دائمة. ليس من المعروف بعد فيما إذا كان هذا هو الحال مع الفيروس التاجي الجديد. كما أن نسبة السكان التي يجب أن تتعرض للفيروس لإثبات مناعة القطيع غير معروفة بعد. بشكل عام، إنها نسبة مرتفعة، على سبيل المثال 75٪ للدفتيريا و91٪ للحصبة. وحسب تقديرات السيد باتريك فالانس Patrick Vallance، رئيس المستشارين العلميين لحكومة المملكة المتحدة البريطانية، حيث قال في شهر فبراير الماضي بان النسبة تقدر ب 60٪. وسوف تكون للتدابير التي تفرضها الحكومات لاستجابة الوباء عاملا يعتمد عليه لمعرفة الوقت الذي سيستغرقه الوصول إلى العتبة اللازمة لتحقيق ذلك. بدون قيود صارمة، سوف يكون الأمر أسرع ولكنه سوف تكون كلفتة باهظة في عدد المرضى والوفيات، بالإضافة سوف تكون النظم الصحية مثقلة بكثرة الاصابات. تفترض بعض الأبحاث العلمية أن العدد الفعلي للعدوى أعلى بكثير من الحالات المؤكدة. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن البلدان أقرب إلى مناعة القطيع مما نعرفه.

السؤال التاسع: هل هناك متغيرات أخرى؟

يمكن أن نكون محظوظين، ويمكن أن يتلاشى الفيروس مع بداية الصيف في نصف الكرة الشمالي، حيث توجد معظم الحالات، تمامًا مثل تلاشي انتشار عدوى الإنفلونزا مع التغيرات الموسمية. ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الطقس الدافئ سيلعب دورًا. حتى لو تلاشت العدوى، فقد يعود الفيروس ثانية في الخريف. البعض يعلق آمالهم على علاج أو علاج فائق الفعالية.