آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

بين الخوف والرجاء

علي منصور الطويل *

هكذا يعيش العبد المسلم في سائر حياته بين الخوف من الله ورجاء رحمته تعالى، ونحن على أعتاب ختام الموسم العبادي العظيم وإتمام فريضة الصيام المباركة والضيافة الإلهية الكريمة يجب علينا أن نستحضر هذا المعنى في أذهاننا، ونسأل أنفسنا: هل صيامنا مقبول؟ وهل نحن من المكرميّن في هذه الضيافة؟ أم من المحرومين؟

وكثيراً ما نقرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ!

وقد يُجيب آخر: الله كريم وما يردنا خائبين.

- أحسنت ياعزيزي لكن أسمح لي أن أوضح لك نقطة، أنت حينما تتقدم لطلب الدراسة لجامعة ما، أو تتقدم بطلب الإلتحاق بوظيفة لدى جهة معينة، فهل مجرد تقديم الطلب يعني حصولك على القبول؟

- طبعاً لا، بدليل أن أعداد المتقدمين بالطلبات بالآلاف والمقبولين بالمئات أو العشرات فقط وأحياناً بالآحاد.

- أحسنت عزيزي، تماما في العبادة مثل ذلك ورد في الحديث «كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَ الظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ وَ الْعَنَاءُ.....»

ولدي سؤال آخر أوضح لك به.

- تفضل على الرحب والسعة.

- حضرتكم حينما تُدعى لحفل تكريم أوحفل تخرج هل تأتي الحفل في أي وقت وبأي لِباس وهيئة وتتنقل بين القاعات كيف ما تشاء؟

- كلا ياعزيزي بل ألبس اللِباس الأنيق والمناسب للحفل وأحضر في الوقت والمكان المحددين والتزم بتوجيهات اللجنة المنظمة للحفل، بل أسعى جاهداً لأكون أنا الأكثر نظاماً بين الحضور لعلي أحظى بثقة وعناية راعي الحفل ليكرمني وأحتفظ بصور التكريم لأتباهى بها بين الناس، وقبل الإنصراف أسعى وأتوجه بالشكر الجزيل لمن قدم لي الدعوة أو التعليم والتدريب وتوديع الحضور بصورة حسنة.

- أحسنت أحسنت، هذا في حفل ضيافة مع الناس، فكيف بالضيافة الربانية الكريمة ذات التكريم الأعظم والتتويج الأبهج وهو العتق من النار والفوز بالجنة.

لذا يجب أن نسأل أنفسنا هل كنا مؤدبين في هذه الضيافة الكبرى؟

وهل أتقنّا جميع المهارات في هذه الفريضة المباركة؟

وهل الصيام أدب سلوكنا ورقّق أنفسنا مع أبنائنا وأزواجنا؟

وهل بجوعه أحسسنا جوع الفقراء والمساكين والأيتام؟ وهل ساعدناهم بالمال؟

وهل تفقدنا وأصلحنا مابيننا والوالدين والأخوان والأرحام والجيران...؟

وهل بإخلاصه لله تعالى زاد في إخلاصنا في أعمالنا وبيعنا وكسبنا؟

- الآن فهمت مقصودك بوضوح، فهل لديك إضافة ما مشكوراً؟

- الدعاء أن يفرج عنا وكافة المسلمين هذا الوباء وأن يشافي المرضى ويرحم الموتى ويسدد حكومتنا الرشيدة ويحفظ أبطال الصحة والأمن الساهرين لخدمتنا مشكورين.

- وأنا أضيف الدعاء لك ولكافة المسلمين والمسلمات أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجعلنا من المرحومين ولا يجعلنا من المحرومين بأن لا نضيّع ما كسباه في شهر رمضان المبارك بحجة عيد وانفتاح على المعاصي والذنوب وإتباع الأهواء وأن نتذكر الحديث المبارك الوارد عن أمير المؤمنين : «إنما هو عيد لمن قبل الله تعالى صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد».

- شكراً لإهتمامكم بالقراءة، عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.

اختصاصي سلامة