آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 8:56 م

صفر أم ثلاثة؟

محمود الدبيس

حتى هذا اليوم «الجمعة 29 مايو» ما زالت المساجد مغلقة، والمسلمون يستحضرون ذكرياتهم فيها ويشتاقون للعودة إلى صلاة الجماعة بسلام وأمان.

في ال 28 من «فبراير» المنصرم، صليت الظهرين يوم الجمعة في أحد مساجدنا لأحضر ندوة هناك بعد الصلاة مباشرة، سيتحدث فيها أحد الأطباء عن فايروس كورونا المستجد، وأتذكر أنه كان يحذّر الحضور من المرحلة التي نحن مقبلين عليها بالقدر الذي كان يطمئنهم به، وأن عدد الإصابات في بلادنا حتى الآن هو صفر، وأشار بيده هكذا «يعني ZERO» بعدها بثلاثة أيام فقط وفي شهر 3 «يعني كذا أيضاً»، تم الإعلان عن أول حالة مصابة في المملكة، وكانت المفاجأة أنه من القطيف، أي أن الخطر الذي كنا نعتقد إنه في مَنْأَى عنا في دول كالصين وإيران وإيطاليا، صار قريباً منا، بل وقريب جداً.

بعد أسبوع واحد من الإعلان عن وصول الفايروس للمنطقة وتزايد عدد الحالات المصابة، تم فرض الحجر الصحي على محافظة القطيف، فلا يسمح لأحد بالخروج منها خشية انتشار الوباء.. لكن الفايروس الشرير كان يعرف طريقه إلى الأبرياء في كل مكان، ولم يعد الوباء محصوراً في «القطيف»، إذ تفوقت المناطق والمدن الأخرى في المملكة بأرقام المصابين بالفايروس بشكل مهول!

اليوم، وبعد مرور 3 أشهر من تلك الندوة، وبالرغم من بلوغ عدد المصابين بالفايروس «81,766 شخص»، وعدد المتوفين بسببه «458 شخص»، نحن مقبلون على العودة إلى أعمالنا وعلى رفع تدريجي لحظر التجول، لتصبح المسؤولية بثقلها الأكبر عليّ أنا وعليك أنت وعلى أفراد أسرنا، وعلى من نقابلهم ونعمل معهم ونتعامل معهم اضطراراً، ويبقى مصيرنا مرهوناً بمقدار وعينا في التعامل مع الأزمة.

نسأل الله أن يعافي المرضى في كل مكان، وأن ينحسر الوباء قريباً ليصبح عدد المصابين في المملكة والعالم: «صفر وليس ثلاثة»

الإحصائيات نسخ طباعة