المطلوب انضباط ذاتي
قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ التحريم/6
في القطيف...تسارع إنتشار الفيروس...الأعداد في تزايد...القطيف تسجل حالات وفاة...
مع هذه الأعداد وهذه الحالات هل نستمر في حياتنا الاعتيادية؟!
البعض خطط أن يقضي مع عائلته عطلة نهاية الأسبوع في الكورنيش، البعض خطط أن يذهب لأحد المولات...
إلى أين نسير...؟!
إذا أردنا أن تتراجع الأعداد فما علينا إلا أن نطبق سلوك الانضباط الذاتي في أقصى صوره من خلال النقاط التالية:
قال الإمام علي ﴿العقل يوجب الحذر، الجهل يجلب الغرر﴾ «1»
نحن بحاجة إلى العقل والعقلانية في التصرّف أثناء الأزمات كأزمة كورونا كوفيد 19 بعيدًا عن العواطف والسير مع الناس، فكلما كانت تصرفات الإنسان نابعة من عقله الذي يقوده إلى الحذر في مثل هذه المواقف كلما استطعنا إيقاف هذا النزيف من انتشار الفيروس.
قال الإمام علي : ﴿الخوف أمان﴾ «2»
في ظل هذه الظروف نحن بحاجة إلى الخوف الإيجابي والذي نعني به ممارسة تلك السلوكيات والاحتياطات المطلوبة والتي أجمع عليها العقلاء للقضاء على هذا الوباء.
إن من يتمتع بالخوف الإيجابي تجده ملتزمًا بهذه القواعد الصحية، كما أنه لا يسمح لتلك الشائعات والأفكار غير الموثقة أن تشل حركته وتقعده عن العمل.
من السلوكيات الخاطئة هو ما يمارسه البعض من تهور وتسرع وانفتاح غير حكيم في هذه الفترة الحرجة، ويمارس حياته دون أي احترازات ظنًا منه أن هذه شجاعة!!
إن الشجاعة الحقيقية في هذه الفترة هي في كيفية استخدام عقلك وضبط ذاتك والتعامل بحذر. وكما ورد عن الإمام العسكري أنه قال﴿إن للشجاعة مقدارا، فإن زاد عليه فهو تهور﴾ «3».
التدبير هو مجموعة إجراءات وقوانين وخطط محكمة تهدف إلى الوصول إلى نتيجة أفضل لـ «شؤون البيت، المؤسسات العملية، المجتمعات، الدولة»
ولذلك فإننا في هذا الظرف الصعب علينا أن نتحلى بحسن التدبير أي تطبيق تلك الإجراءات، وأن يكون لدينا حسن التفكير قبل اتخاذ القرار وقبل الشروع في عمل ما حماية لنا من الوقوع في الخطأ، وقد ورد عن الإمام علي أنه قال: التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم «4».
وروي عن رسول الله ﷺ: ﴿حين اتاه رجل فقال: يا رسول الله أوصني.: فهل أنت مستوص إن أوصيتك؟ حتى قال ذلك ثلاثا، في كلها يقول الرجل: نعم يا رسول الله فقال له رسول الله ﷺ:
﴿فإني أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يكن رشدا فامضه، وإن يكن غيا فانته عنه﴾ «5».
عجبت لمن يتدبر أموره الاقتصادية كيف لا يتدبر أموره الصحية.
لقد ثبت بالتجربة أن العزلة... أمان وسلامة... والعزلة هي بيت السلام، وكما قال الإمام علي : ﴿لا سلامة لمن أكثر مخالطة الناس﴾ «6».
وقالوا أن ”الأشياء الثمينة والعظيمة دائماً تكون لوحدها“ وهكذا هي صحتك هي أثمن الأشياء...
استمر في تجنب التجمعات، استمر في التحرك في محيطك الصغير، ففي هذا العمل تسريع لإنهاء الأزمة.