آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

لكل منا حكاية

سوزان آل حمود *

لا أدري كيف مات غضبي. الآن فقط اكتشفت أنه مات. وأنني فقدت ذلك الحريق الجميل، الذي كثيرًا ما أشعل قلمي وأشعلني في وجه الآخرين.

ألا تكون لك قدرة على الغضب، أو رغبة فيه، يعني أنك غادرت شبابك لا غير. أو أن تلك الحرائق غادرتك خيبة بعد أخرى. حتى أنك لم تعد تملك الحماس للجدل في شيء. ولاحتى في قضايا كانت تبدو لك في السابق من الأهمية، أو من المثاليّة، بحيث كنت مستعدًا للموت!

كُل ما في الأمر أنك أحيانًا تحتاج ان تكون خارج العالم قليلًا، وان تبتعد وتصمت لأنك مللت من الحديث، ان تكون هادئًا جدًا.

‏ ”كنت أشعر بالفن، هل تعرف كيف يحدث أن يشعر الإنسان بالفن! انه شعور جار فيقودك نحو الموسيقى، الرسم، الكتابة وحتى التأمل بالصمت، شيء مفاجئ يحدث لكي جعلك تشعر بحركة كل ذرة حولك وتشعر بالمأساة المرافقة لتلك الحركة، هل تعرف معنى أن تشعر بكل شيء؟“

‏ ”أنا دائمًا بخير“ ليس لأنّي خارقة" ولكن لأني أستوعب جيّدًا أن كل شيء وارد.. والوارد هو الخير الذي اختاره الله لي.

‏كل شيء قابل للتعويض، وما لا يتم تعويضه يمكن إستبداله، وما لا يمكن إستبداله يمكن الإستغناء عنه والتأقلم مع غيابه، مهما بلغ حجم الخسارة تظل في عيني... خِيرة! "

”‏بالرغم من الحبّ الكثيف الذي أحملهُ في روحي إلا أنني في النهاية؛ لا أهاب خسارة أي شيء. لأنني أفهم جيدًا أنني لا أُفلت شيئًا من يدي قبل أن أُهدر في سبيله قلقي وكامل شعوري وحشدٌ غزير من محاولات الحفاظ والبقاء لذا فإن كل ما يتسرّب مني، لا يملك مهارة العودة او استرجاع شغفي الأول به.“

‌‌‎الخيبة اهتزاز أرضي للشخصية، للعلاقة، للتواصل، قد نفترق بعدما يخيبُ ظني به، قد تموت العلاقة أو قد تفتر، قد تتبدل شخصيتي معه أو أكثر، لأنني بنيت آمالاً مُشيدة عليه، وتخيلت أنه أكبر من كل الخيالات وخاب ظني.

هذه هي الخيبة البشرية أما مع الله فلا خيبة، فما خاب من دعاه ومن رجاه.

‌‎نحن لا نغير احد حتى يشبهنا، إنما نغير السلوك المشين، فجمالنا في اختلافنا لا في تشابهنا، قمة الحب أن تحمي من تحب حتى من نفسه وسلوكه السيئ حتى وإن خسرته.