رئيسة تمريض: نخوض اليوم حربا عالمية ضد عدو متوحش
- وتقول لمن يدعي أن ”كورونا“ مسرحية إن الطاقم الطبي لا ينام.
- وتضيف إن إبنها تأثر بفراقها وبات يرفض النوم والطعام.
- وتقول لو عاد بي الزمن سأختار التمريض مجددا.
رغم التعب المتواصل لـ 16 ساعة أحيانا ورغم فقدانها إجازة نهاية الأسبوع تقول رئيسة تمريض قسم جراحة الأطفال زينب الفرج ”لو عاد بي الزمان سأختار أن أكون ممرضة... لم ولن أندم بأني كنتُ يومًا ممرضة“.
الفرج التي تعمل ممرضة في الصفوف الأمامية في مستشفى القطيف المركزي، وفي خط الدفاع الأول بمواجهة جائحة كورونا، حديثة أمومة حيث يبلغ ولدها فارس 10 أشهر.
وتذكر الفرج التي نشأت في بلدة العوامية بأن فترة الحجر المنزلي التي عاشتها كانت من أصعب لحظات حياتها وحياة صغيرها الذي تأثر بفقدانها وبات يرفض النوم والطعام عند جدته.
وتبكي الفرج وهي تحاول أن تشرح جهود والدتها في رعاية ولدها الصغير، بينما هي ترعى أطفال المستشفى وتقول أعجز عن التعبير عن مشقة أمي.. ورعاية أمي وقلب أمي..
وتشير الفرج التي لديها كتيب مطبوع بعنوان ”أدوار المرأة الرسالية“ إلى أن زوجها هو الآخر يشاركها الجهد والألم نفسه فهو طبيب يواجه الجائحة في قسم العناية المركزة بإحدى مستشفيات الرياض، قائلة كلما تذكرتُ زوجي ”مصطفى المدن“ منحني ذلك عنفوانا لأواصل ولأبقى صامدة مثله.
وعن أصعب المواقف التي واجهتها خلال عملها، تقول حينما أسعفتُ أنا وأختي الممرضة فاطمة ابنةَ خالتنا البالغة من العمر 4 سنوات أثناء إنعاش قلبها بسبب توقفه نتيجة الغرق، كان ذلك الموقف هو الأصعب في مسيرتي الطبية وكذلك الأسعد لأني - بفضل الله - كنت وأختي سببًا في إنقاذ حياتها.
الفرج التي تردد بأن ثَوَابَ ما تبذله في السهر على المرضى هو هديتها لوالديها، تذكر بأن جائحة كورونا المستجد، علمتها بأن الصحة والعافية لا يعادلها شيء.
وتضيف وهي تحاول إخفاء دموعها بأن كورونا أخذت منها أجمل الأجواء العائلية، الحرية وأحضان عائلتها.
وتنصح الممرضة آلعشرينية باتباع الاحترازات الشخصية المقدمة من وزارة الصحة، مرددة مقولة ”الوقاية خير من العلاج“.
وبمزيج من التعب تقول من يدعي أن مواجهة جائحة كورونا مجرد مسرحية أقول له نحن نعيش حربًا عالميةً بمواجهة موجة متوحشة من جائحة كورونا، فالبعض - للأسف - لم ولن يعيَ طالما هو بعيد عن بيئة الطاقم الطبي الذي لا يهنأ له بال ولا ينام الليل والنهار من أجل سلامة الجميع.