آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

مصاب رغما عنك

أمين العقيلي *

ليس كل مصاب بكورونا يدخل تحت دائرة الاتهام بأنه متهاون، أو أنه لم يطبق الاحترازات الوقائية، والمتابع جيدا لأحداث هذا الفايروس، منذ أن بدأت الجائحة مع بداية شهر مارس 2020 م وبعد أن أعلن عن أول حالة إصابة بهذا المرض بدأت وزارة الصحة بنشر الوعي الصحي للمواطنين من خلال مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، وتم التحذير من خطورة هذا المرض وسرعة انتشاره، وكيفية الوقاية منه، وأصبحت التعليمات واضحة لدى الجميع ومعلنة، وأصبح من الواجب علينا اتباعها لنكون في مأمن من هذا الوباء، وبالرغم من ظهور بعض الحالات إلا أنها كانت قليله جدا، وكان من الممكن السيطرة عليها في وقتها، وفعلا كانت هناك خطوة متقدمة من وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة الداخلية حينما تم تنفيذ الحجر الصحي وتحديد أوقات لمنع التجول، مما ساعد ذلك على منع انتشار المرض وعدم ظهور حالات، وكانت النتائج صفرا ولأيام متعددة، حيث أشادت بعض الصحف وبعض الاعلاميين بتميز الأهالي وبوعيهم الصحي، ومع تنفيذ المراحل الثلاث التي أقرتها وزارة الصحة لعودة الحياة الطبيعية وفق الاحترازات الوقائية ورفع الحجر الصحي، البعض من أفراد المجتمع لم يعي خطورة هذا المرض ونتائجه، فلم يعطي الأهمية للتعليمات الصحية وبمجرد أن يصاب لا سمح الله بهذا المرض سوف ينقل العدوى إلى عائلته سريعا، بل إلى المجتمع بأكمله.

والرسالة التي أحببت أن أوصلها للقارئ العزيز، بأن هناك الكثير من أفراد المجتمع ملتزمين بالتباعد الاجتماعي، وبالجلوس في البيت ولا يخرج إلا للضرورة، إلا أن هذا الشخص الملتزم بالتعليمات الصحية والمتحذر تماما تأتيه العدوى من حيث لا يعلم، وهنا مكمن الخطر، والنقطة الأساسية والمهمة في الموضوع، والتي يجب أن ندركها، فكم من أب وأم متقدمين في العمر تقيدوا بعدم الخروج حفاظا على صحتهم ومع الأسف أصبحوا من أعداد الحالات المصابة، بل بعضهم فارق الحياة، والسبب يعود الى تهاون البعض من أفراد العائلة الغير مكترث بالنتائج الوخيمة لهذه العدوى.

والمشاهد للحالات المنتشرة في المجتمع يلاحظ أن الأعداد أصبحت جماعية وأكثرها تكون من عائلة واحدة، يعني ذلك وجود فرد من العائلة لم يطبق الاحترازات الوقائية وأصبح يمارس حياته الطبيعية من غير تقيد حتى استطاع ان يلتقط هذا الفايروس ويأتي به لعائلته، إضافة إلى أن هناك البعض من أفراد العائلة لا يعنيه أي شي من الالتزامات الصحية من تباعد وكمام ونظافة وغيره، فتراه غير مهتم يتساهل في علاقته مع والديه يصافحهم ويقبل رؤوسهم بعد أن خالط اكثر من شخص خارج المنزل، فيتسبب بنقل العدوى لأقرب الناس اليه، ولا يفيق من هذا الغفلة الا بعد أن يفقد أحدهم، ناهيك عن الزيارات العائلية والتي مازالت قائمة كما كانت قبل الجائحة دون وجود الوعي الصحي.

ومن خلال ما تقدم ذكره، علينا جميعا ان نكون حذرين كل الحذر من خطورة هذا المرض، وأن نتعامل مع الجميع وكأنهم مصابين لحماية أنفسنا وحماية الآخرين، وأن لا نكون سببا في فقد أحبتنا الذين قدموا لنا النصيحة والتزموا بالاحترازات الوقائية خوفا علينا.

حفظنا الله وإياكم من كل مكروه وأبعد عنا وعنكم هذا البلاء إنه سميع مجيب.