آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ورق توت

المهندس أمير الصالح *

إلى رواد الأعمال الشجعان، والتجار الشرفاء: أعيد قراءة السلام عليهم وأشكرهم مرة أخرى أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرتي، لجميل ما قدموا من حلول على شكل توفير خدمات أو سلع. لقد كنتم نعم العون في أوج أزمة الجائحة. ورمزياً أرسلت رسالة ”ثناء وشكر“ لصاحب المركز الغذائي، وصاحب الملحمة، وبائع الفاكهة، وعامل إصلاح المكيفات والسباكة، ومدير فرع البنك الأقرب لمكان إقامتي. تلكم الرسائل الرمزية ممتدة لكل رجال الأعمال، ولاسيما رواد الأعمال والتجار الشرفاء الذين استثمروا أموالهم وأفكارهم وجهودهم في توفير الخدمات والسلع حيثما كانوا لأبناء بلادهم، ولم يكنزوا أموالهم بالبنوك.

وهنا أرسل رسالة ثانية عبر هذا المنبر الإعلامي، وهي رسالة تشجيع للذين أصيبوا بركود في أعمالهم التجارية ومكاتبهم الهندسية أو الاستشارية بسبب امتداد فترة الجائحة، واقرؤهم السلام والتحية، وأشد على أيديهم.

قد لا نملك ما يمكننا أن نعوضكم به عن خسائركم التجارية، ولكن من الجيد أن تشعروا بأننا والكثير من أبناء المجتمع نشعر بكم ونشاطركم بعض آمالكم وآلامكم، وندعو الله العلي العزيز أن يعوضكم خيراً.

من جهة أخرى نتطلع وإياكم للوقوف على بعض تلكم الدروس التي مر بها أولئك الرواد والتجار لإفادة كل أبناء المجتمع عن بعض أدوات إدارة الأزمة التي فعّلوها وأتت أكلها.

حتماً الجائحة عجلت بشكل متسارع في الدورات الاقتصادية لكل القطاعات في الاتجاه التصاعدي والانحداري. فحتماً أحس غالبية رواد الأعمال بضرورة التجارة التطبيقية الإلكترونية، ولا سيما بعد مخاض الجائحة والتباعد الاجتماعي. وأحس الكثير من الناس بضرورة تعدد مصادر الدخل المالي للتغلب على آثار ضياع الأمن الوظيفي أو الصدمات في شركات القطاع الخاص.

وهنا رسالة ثالثة، نوجهها لمن يتعمد في إخفاء كشوفات الخسائر لمحله أو متجره أو مطعمه أو محل مغاسل ثياب، ليزين للمشتري أو المستثمر الجديد من رواد الأعمال الجدد أو المتقاعدين المستثمرين. فقد يظهر صاحب أعمال ممن لا يتقي الله أرقام براقة وكشف مبيعات مزيف، وتقارير مالية مدلسة accounting fraud تغريراً للمشتري وتضليلاً له.

لقد أضل بعض أصحاب الياقات البيضاء، وعبر الزمن كثير من الناس بسبب الدهاء في إخفاء الخسائر وإبراز أرباح غير واقعية.

ومن الجيد أن يستوعب كل منا أغلب الدروس بعد هدوء العاصفة أو أثنائها العاصفة ليتفادى أن يكون في عينها.