آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

القطيف ومجتمعها النشط وخصائص أرضها... تحت المجهر

جمال حسن المطوع

يتمتع أغلب مجتمع القطيف بمهارات وكفاءات عالية على مستوى كل الصعد ثقافية كانت، اجتماعية أو حضارية فهو بحر زاخر من الألئ النفيسة التي لا تعد ولا تحصى.

أثرى هذا المجتمع النشط الحياة المجتمعية بقيم ومفاهيم تعبر عن الأصالة الذاتية والمعنوية التي انعكست بدورها في عجلة دوران التقدم الفكري والثقافي والعملي فأصبحت تتنافس مع بقية مناطق المملكة أثراً ومعنى.

إذاً دعونا نُسلط الضوء على بعض من هذه المنجزات الفعالة، فهذا التاريخ الإنساني يُحدثنا عن ماضٍ عريق ساهم به اهل القطيف في بناء زاهر وعامر ظواهره ممتدة حتى يومنا الحاضر.

ولا أذل على ذلك أن هذه المنطقة وحواضرها ومدنها وبلداتها من مدينة صفوى شمالا حتى مدينة سيهات جنوبا كانت ولازالت وبشكلٍ عملي محترف تعج بقدر لا بآس به من الأنشطة الحرفية والمهنية المتعددة يقابلها على الطرف الآخر تلك الحركة التجارية والاقتصادية التي كان لمجتمع القطيف باع فيها ودور محرك، ومن محاسن الطبيعة وهبة الله أن تقع هذه المنطقة على ضفاف الخليج العربي الذي اكسبها رونقا وجمالا وحباها الله بثروة سمكية هائلة غزيرة الإنتاج وكانت مهنة الغوص لاستخراج اللؤلؤ والصيد والجزافة من المِهن الرئيسية التي يباشرها سابقا وحاضرا نفرُ ليس بالقليل من أهل المنطقة، حيث كانت توفر رزقا وقوتا لهم ولعيالهم.

ولا يخفى علينا تلك الواحات والمساحات الخضراء من المزارع المنتشرة هنا وهناك العامرة بسعفات النخيل المثمرة بأجود أنواع الرطب المتنوع ذو المذاق الطيب واللذيذ والفائض منه يُتَمر إلى فصول أخرى ليؤكل لاحقا، بالإضافة إلى بقية المزروعات الأخرى المثمرة المليئة بها هذه المنطقة وقد تصل في إنتاجها إلى الاكتفاء الذاتي والتي قامت على اكتاف ابناء هذه المنطقة من صفوة الزراع.

أرض القطيف كذلك تنام على بحيرة من الثروات الطبيعية والتي تساهم واخلاص رجالها في بناء بلدهم ونهضتها، تنمويا واقتصاديا. ومثالا على ذلك انهم اسهموا جيلا بعد جيل في دفع عجلة شركة أرامكو السعودية العملاقة وتطويرها وتقدمها بسواعدهم وسواعد اقرانهم من المواطنين الآخرين.

وتميز معظم أبناء القطيف بطباعهم الميالة إلى التفاني والوفاء في اعمالهم وخدمة وطنهم بصورة جدية وتفاعلية لا لبس فيها ولا غموض فهم أنموذج حي في بذل كل طاقاتهم ومجهوداتهم ليصلوا بوطنهم الغالي إلى مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة، فتراهم يبدعون في مجالات عدة ومصداقا لكل ذلك تلك الحركة الثقافية والأنشطة الادبية والإبداعات الفنية التي تفتح أفاقاً واسعة من المعرفة المنهجية والتراثية الإنسانية الجميلة. التي تفوق فيها علماء وادباء القطيف وفنانيها شهرة وبلاغة وثقافة وفنا.

هذا من زاوية ومن زاوية اخرى تنتشر الكوادر العلمية والأكاديمية التي تزود الوطن بطاقات جبارة ساهمت وتساهم في بناء الإنسان السعودي لتصل به إلى مصاف الشعوب المتقدمة فكرا ونهجا ونهضة وازدهارا.

هذه هي القطيف بتاريخها ورجالاتها أهل الحضارة والابداع الإنساني وسيظل عطائها ينتقل من السلف إلى الخلف على ممر العصور والدهور وستبقى مخلصة لحماتها ورعاتها وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله فتقدم كل غال ونفيس في آن يبقى هذا الوطن عالياً شامخاً بين الأمم.