آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

ورقة عمل خيرية

المهندس أمير الصالح *

غرد الدكتور المهندس الخليفة في تويتر بالتغريدة التالية: ”البعض يبدأ مشاريع كثيرة في نفس الوقت، دراسية وعملية ومجتمعية وفكرية، فيتشتت تركيزه وتختلط عنده الأولويات. فقد ينهى 90% من أحد المشاريع المهمة دون أن يكمله ويجني ثمرته لسنوات طويلة. علينا أن نرتب الأولويات ونكمل المشاريع المهمة، وستفتح لنا أبواب أوسع.“

وهذه بالفعل ما يعيشه البعض من ابناء مجتمعنا في حياته. فتراه متبني لمشاريع عدة دون النجاح التام والكامل في اي منها لتشتت جهوده وتعدد قفزاته.

ما جعلني اسطر هذه المقالة هو اني شاهدت بعض الاصدقاء يجتهدون في جلب كل مشاريع الصدقات ودعوات التبرع بالمال العيني والنقدي من خلال مشاريع سلال الغذاء الرمضانية للمحتاجين او مشاريع صيانة المنازل للفقراء او كفالة الايتام او التبرع ببناء دور العبادة واقامة جدر المقابر وتكفل تعليم الارامل و.... و....الخ. ويصاحب الرسائل، ارسال تسجيلات بالفيديوهات تعكس صحة دعوى مطالبة المتضررين في شرق وغرب وشمال وجنوب حاضرة المرسل وحواضر العالم الاسلامي سعيا منه لحث الاخرين على التصدق والتبرع لاولائك الناس دون اي تمحيص او تركيز او تدقيق. وهذا العمل وغيره من اعمال الخير تقوم به مشكورة الجمعيات الخيرية حيثما تواجدوا بالامكانيات المتاحة.

قد يطلق اصحاب القلوب البيضاء نداءتهم المتكررة في قروب واتس اب هنا او هناك حيث تضم عضوية القروب خمسون او اقل او اكثر من الاشخاص. والسمة الغالبة ان اولئك الاعضاء هم موظفون متقاعدون ويملكون مورد دخل واحد واوحد وهو معاش التقاعد ولديهم توجه لعمل الخير الا ان تبرعاتهم توظف كرجال اطفاء لنيران مشتعلة مستمرة ومتكررة لا سيما بعد احداث كورونا.

شخصيا ارى انه لو تم استثمار ورقة حب العمل الخير داخل كل قروب او عائلة متمكنة ماليا باطلاق الدعوة لتنفيذ مشروع واحد متكامل مثل مشروع بيت ايواء اليتامى او بيت دار للعجزة من كبار السن بالتعاون مع الجمعيات الخيرية في حاضرتهم او مدينتهم، فذاك افضل من تشتيت الجهود في كل الزوايا او تكرار نسخ عمل الجمعيات على مستوى فردي او عائلي بطريقة متشتته وغير مهنية وغير محقق ومدقق مدى مصداق ادعاء المحتاج من الطماع.

شخصيا أميل للدعوة بتبني المشاريع ومثل مشروع ”دار الايتام والعجزة“ في حاضرة كل مدينة من خلال تضافر الجهود وتوحيدها له اهمية كبرى تتصاعد الحاجة لمثل ذلك المشروع مع شدة قساوة الدورة الاقتصادية في اي بقعة من العالم. ويكون المشروع المقترح تحت اشراف فروع الجمعيات الخيرية الاهلية او الرسمية ويدون ملكيته باسم المساهمين فيه. وللعلم المتبرعين من الشركات والمؤسسات في مثل هذه المشاريع الخيرية يتم حسم تلكم المبالغ المدفوعة بحد وسقف معين من الاخضاع لحسومات الضرائب الجبائية. هذه الورقة قدمتها بين ايدي ابناء المجتمع بنية توحيد الجهود والبدء في اطلاق مشاريع محددة الاهداف لتحقيق نتائج ملموسة وتفادي تكرار نشاط الجمعيات في نفس المنطقة. نطمح واياكم جميعا لان ننمو في كل مضمار بالكلمة الهادفة والفعل الصادق والهادف.