آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 3:44 م

مهارة التعامل مع الناس والاهتمام بهم

عبدالله الحجي *

عندما تطلب من طفلك عمل شيء ما ترى أحيانا منه ممانعة ولكن عندما تربطه بشيء من اهتماماته تجد منه استجابة سريعة. وعندما تكون في منظومة عمل أو أي جهة وتطلب تغيير شيء ما، تجد مقاومة من الجهة المنفذة ولا تستبعد أن تسمع السؤال «ماذا يوجد في هذا التغيير لصالحي؟». وقد تطلب معلومات من شخص ولكنك لا تحصل على ما تريد بسهولة وإذا ما أعدت المحاولة مرة أخرى بعد معرفة اهتمامات الشخص ودخلت من خلالها وأوضحت له مدى اهتمامك به حصلت على ما تشاء وأكثر بيسر وسهولة.

للتأثير في الآخرين وكسب ودهم ونيل احترامهم وتقديرهم والحصول على ما تريد منهم لا تجعل نفسك محور الاهتمام وتنتظر منهم الإحاطة بك بل عليك أن تتنازل عن نرجسيتك وتتخلى عن أنانيتك وحب الذات وتجعل لهم نصيبا من الاهتمام بهم وباحتياجاتهم وأولوياتهم وستلاحظ الفرق الكبير في مدى تفاعلهم واستجابتهم.

الحياة أخذ وعطاء وإن عودت نفسك على الأخذ فقط بدون عطاء، وأن تكون أنت المهم ساعيا لتكون في الطليعة محتلا الرقم واحد فلن يدوم لك ذلك طويلا. الاهتمامات تختلف من شخص إلى آخر ويمكن معرفتها عن طريق الشخص ذاته أو أحد أقرانه أو المقربين إليه، أو عبر مشاركاته في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل موقف يتطلب ربطه مع الاهتمام المناسب ليكون أكثر تأثيرا.

كل شخص له أسلوبه ومهارته ومفاتيحه للدخول لقلوب الناس والتأثير فيهم ومن الأمور التي تُشعر الآخرين بالاهتمام بهم: التعامل معهم بالإيجابية والأخلاق الحسنة مثل التواضع والصدق والأمانة والحلم والتسامح والعفو، والبعد عن السلبية والأخلاق السيئة المنفرة كالغرور والعجب والتكبر والكذب والغدر، والتواصل معهم في مختلف المناسبات من أفراح وأتراح وزيارتهم والسؤال عنهم عند غيابهم، وعيادة مرضاهم، وحسن استقبالهم بوجه بشوش مبتسم ومراعاة مشاعرهم والرفق بهم، وانتقاء الكلمات الطيبة المناسبة عند الحديث معهم، وعدم الاستحواذ على جو المجلس عند الحديث بل فسح المجال لهم والاستماع إليهم للتعبير عن مشاعرهم وما يجول في صدورهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. وكذلك احترامهم وتقديم الشكر والثناء والمدح عند الاستحقاق، والتهادي، وحسن الظن والتغافل عن زلاتهم والعفو عن أخطائهم ومثالبهم، والبعد عن كثرة اللوم والعتاب المنفر، وعدم الإكثار من النصائح والتدخل في خصوصياتهم، وعدم التواني في تقديم ما يمكن من خدمات والمساهمة في قضاء حوائجهم، والإحسان إليهم بدون النظر إلى المقابل، والتحلي بالإيثار وتقديمهم على النفس بالتجرد من الأنانية.

قد ينظر البعض للمتطلبات بأنها كثيرة ويصعب تنفيذها كلها. نعم المفاتيح كثيرة وبإمكان أي شخص أن يختار ما يشاء من المفاتيح التي تتناسب مع الشخص الذي يتعامل معه فقد يكون أحد الأشخاص يكره التجاهل والتهميش وهنا ينبغي التركيز على مفتاح التواصل الفاعل معه ومراعاة هذا الجانب. شخص آخر قد يحب أن تعطيه قيمته وتقدر انجازاته، آخر قد يأنس بالاستقبال بوجه بشوش مبتسم وبالترحيب، آخر قد يحب الاهتمام بهواياته ومهاراته وإبرازها، وآخر بالاستماع إليه، وهكذا كل حسب شخصيته ومجال اهتمامه وميوله الذي يمكن الدخول من خلاله إلى قلبه والتأثير فيه وكسب محبته.