آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

العمل التطوعي أمان لأهل الارض

عيسى العيد *

المجتمع الذي تسود فيه ثقافة العمل التطوعي، مجتمع قادر على مواجهة التحولات والتقلبات في جميع الأمور، تجده ناهضا أثناء أي انتكاسة تحصل، متصفا بالانسجام بين أفراده، على العكس من ذلك كله عندما تكون تلك الثقافة منعدمة يهتز أمام أقل نكبة تحصل ويضطرب في مواجهتها، كما أن ثقافة العمل تجعل من المجتمع أكثر سعادة حيث أثبتت الدراسات بأن الإنسان الذي يتطوع بجزء من وقته أو ماله أكثر سعادة من غيره، كذلك الأعمال الخيرة تعزز الشعور بالثقة بالذات المتطوعة ويعلي من شأنها في المجتمع، وتساعد على تقدم وازدهار الأوطان التي تكثر تلك الأعمال التطوعية، خصوصا إذا تعددت فيها المؤسسات المختلفة في مجالات كثيرة.

في مجتمعنا ولله الحمد تكثر فيها الجمعيات الخيرية، التي تعاقبت على إدارتها مجاميع من الناس الخيرة، الذين أعطوا من وقتهم لخدمة الفقراء والأيتام من مجتمعاتهم، وإنهاض الجمعية الخيرية وإكمال مسيرتها وتقدم مشاريعها، وكذلك الأندية التي تهتم بالرياضة والشباب، لهم دور كبير في تغطية جزء كبير من الاهتمام بالشباب وتوعيتهم وصرف طاقتهم المكبوتة في الرياضة، ولا ننس من يديرون الأماكن العبادية في المجتمع، لهم دور مهم جدا في تهيئة الأجواء العبادية والحفاظ عليها، كل هؤلاء لهم منا جزيل الشكر والتقدير على ما يقومون به من جهود لخدمة مجتمعهم.

لكننا لا زلنا نحتاج إلى الكثير من المؤسسات التطوعية، التي تسد حاجات الناس وتعود عليهم بالمنفعة، كما حصل للأماكن العبادية والجمعيات الخيرة والأندية الرياضية، نحتاج كذلك لتغطية بعض الثغرات في مجتمعنا لتلبي حاجتهم، كالاهتمام بالشأن الثقافي والتوعوي والحث على مواصلة الدراسات العليا في المجتمع، وكذلك الاهتمام بالتراث والتاريخ، وتأسيس اللجان التي تدعم الإبداعات المختلفة، مع الأسف المجتمع يسوده اعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى، يثيب من يقوم بالأعمال التي ورد فيها نص ديني، وغيرها لا حاجة لسدها مع أن الآية القرآنية الكريمة التي تقول «وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا» قد وصفت الأعمال كلها بالخير وفيها ثواب كبير عنده جلا وعلا.

إذًا الأعمال التطوعية بحر واسع وفيه خيرات كثيرة تعود على المجتمع، علينا أن نفكر ونبدع لكي نستفيد من تلك الخيرات، ونساهم بقليل من الوقت والمال، ليتقدم مجتمعنا ويكون صامدا أمام التحولات والتقلبات، وتسمو فيه السعادة وتتعزز فيه الثقة بالنفس، هكذا نساهم في ازدهار مجتمعنا ووطننا.

صحيفة عطاء التطوعية التابعة لجمعية تاروت الخيرية