آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

ورحلت بسبوسة

نبيلة علي

ثمة أشخاص لا نعتقد بأنهم سيموتون، ليس كفراً منا، ولا لأنهم مخلدون

بل لأننا نراهم ممتلئين بالحياة ونرى الحياة ممتلئة بهم.

هكذا كانت سوسن، تملأ الدنيا بالضحكات والبسمات..

تعاملت مع الدنيا وكأنها مسرح وهي البطلة.. فاستطاعت بقوتها وصبرها أن تطوع الظروف بين يديها. فكانت لها صاغرة.

سوسن، أو كما نناديها أحيانا بسبوسة، بسبوسة إحدى الشخصيات المسرحية التي جسدتها بفنها وعفويتها.. وقد كانت المسرحية الأثيرة على قلبينا...

اتذكر جيداً وكأنها للتو، ضحكاتنا التي تسقطنا أرضاً من شدتها وصدقها أثناء تمثيلنا معاً، تعرفني وأعرفها من نظرة.. نتوافق كثيرا في أفكارنا المسرحية حتى شكلنا ثنائي منسجم حد التماهي.

سوسن، أي المسرح والفن والتمثيل والأطفال، تمتلك قدرة عجيبة في تغيير نبرة صوتها والتلاعب في طبقاته لتجعله يتناسب مع أي دور.. سوسن كانت السنجاب والأرنب والدب والأسد و، كانت كل شيء هي تريد أن تكونه

يضحك الجميع قبل أن تنطق بكلمة، فهي لا تحفظ نصاً ولا حواراً، تعتمد في فنها على الكاريزما وخفة الظل والارتجال..

«بسبوسة والسكر»... مسرحيتنا التي لا أنساها ولن أفعل..

آخر مسرحية جمعتنا...

كانت هي بسبوسة وأنا البرقر... ابتعدت بسبوسة عن البرقر وتركته في آخر المسرحية، لتعلم الأطفال دروساً في الطعام الصحي..

ولكن بسبوسة عندما تركت البرقر كانت لا تعلم أنها ستحدث شرخاً في قلبه ربما لا تشفيه الأيام،

نعم سأغير النص واكتب نصا آخر بأن بسبوسة تعود..

تركت بسبوسة البرقر

وتركت التفاحة رقية

وترجلت بسبوسة عن المسرح ورحلت....

* منسق اعلامي - روضة الطفل السعيد

* تم النشر في مجلة العطاء التابعة لجمعية تاروت الخيرية عدد 8