آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

ريثما يحضر اللقاح

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

عانت دول أوربية عتيدة نتيجة تعاركها مع كورونا، فخرجت دول غنية وقد تمزقت ”قمصانها“، وتبعثرت منظومة الرعاية الصحية فيها أشتاتا، ومع ذلك سعت دول مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا إلى لعق الجراح، ولملمة ما يمكن من احترازات، سعيا إلى عودة دورة الاقتصاد لنشاطها السابق. وفي الصيف، أهم نشاط للدورة الاقتصادية في تلك الدول هو السياحة. الآن تتوالى الأخبار بأن تلك الدول تشهد عودة عدوى كورونا بمعدل قياسي.

الحديث عن موجة ثانية للفيروس ليس جديدا، أما الجديد فهو، كيف ينبغي التعامل مع الأعداد المتصاعدة؟ هل هي موجة جديدة تجول في عرض أوروبا وطولها، وهي في طريقها إلى بقية دول العالم، بما فيها نحن؟ هناك وجهة نظر تقول، إن الأرقام المتصاعدة للفيروس ليست نتيجة تصاعد العدوى، بل ناتجة عن التوسع في الفحص بما لم يكن بالإمكان فعله في الأشهر السابقة لعدم امتلاك منظومات الرعاية الصحية في الدول، السعة لإجراء الفحوص آنئذ. وبغض النظر عن الاستنتاج، فما لا يمكن الجدال حوله أن كورونا ما زال حاضرا بيننا ولا مجال لرفع الاحترازات، بل لا بد من الاستمرار بها. والاستمرار بالاحترازات هو التحدي العنيد والمؤلم، الذي ليس منه بد، ليس لأوروبا فقط، بل العالم بأسره. ولا يتوقف الأمر على تأثيره في السياحة أو حتى الاقتصاد بل يصل - كما نشهد جميعا - إلى التعليم.

كما طرح مرارا، أن انقضاء فيروس كورونا مرهون بأمور ليست تحت السيطرة في الوقت الراهن، وأن السيطرة عليها من خلال توافر لقاح على نطاق واسع سيستغرق أشهرا قد تطول. وهكذا فالأداة لعودة الحياة إلى طبيعتها ليست فقط في الاقتصاد بل كذلك في التعليم، علينا أن نطبق الاحترازات. ومعروف أن تطبيقها يكون من خلال بروتوكولات مقننة، وهنا يكمن المدخل بتطوير بروتوكولات للتعليم في المراحل المختلفة، فما يصلح لمراحل ما قبل الابتدائي لن يصلح للمرحلة الابتدائية، وهكذا، يمكن الجمع بين التعليم عن قرب وبين الحد من انتشار العدوى. وقد يسأل سائل، لماذا نأخذ المخاطرة؟ الإجابة، للحد من الخسارة التي لا تعوض نتيجة لتلقي التعليم عن بعد لمراحل التعليم العام بل حتى الجامعي. وبالقطع فإن تطور التقنيات يجعل بالإمكان التوصل إلى بروتوكولات تمكن حرية التقارب الاجتماعي، وأكتفي بذكر مثالين، الأول هو أن بريطانيا توصلت إلى اختبار للدم تظهر نتيجته خلال 20 دقيقة، ما يعزز الاطمئنان لممارسة كثير من الأنشطة، بما في ذلك الحضور للمدارس ولأماكن العمل والمناسبات الاجتماعية على تنوعها الرياضية أو الترفيهية. والثاني، كمامة ذكية مزودة بمروحتين ومنقي للهواء بكفاءة 99,95 في المائة.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى