آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

مستويات ”هرمون الحب“ لدى من تطلق والديهم

عدنان أحمد الحاجي *

مستويات ”هرمون الحب“ لدى الأشخاص الذين عانوا من طلاق والديهم وهم أطفال أقل مما لدى الذين لم يعانوا من ذلك

جامعة بايلور، واكو، تكساس

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

راجعه الدكتور علي جواد السعد، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك فيصل واستشاري الطب النفسي للبالغين والأطفال المراهقين

People Who Experienced Parental Divorce as Children Have Lower ‘Love Hormone’ Levels than Those Who Did Not

Sept. 8,2020

تقول باحثة من جامعة بايلور إن هذه الدراسة هي ”الخطوة الأولى“ لفهم كيف يرتبط الأوكسيتوسين لدى الشباب أثناء أحداث مجهدة بمستقبلهم

أظهرت دراسة أجرتها جامعة بايلور أن الأشخاص الذين حدث طلاق بين والديهم وهم أطفال كانت مستويات الأوكسيتوسين - ما يسمى ب ”هرمون الحب“ - أقل حينما أصبحوا بالغين مقارنة بمن بقي آباؤهم «الأم والأب» متزوجين. قد يلعب مستوى الأوكسيتوسين المنخفض دورًا في مشاكل تكوين أواصر المحبة «التعلق، للتعريف، راجع 1» عندما يكبرون.

الأوكسيتوسين - يُفرز في الدماغ ويُحرر أثناء المحاولات التقاربية «نشاط يقوم به طرف للتقرب من الطرف الآخر» كولادة طفل أو تفاعل جنسي أو رضاعة، وحتى الاحتضان من قبل شريك رومانسي - أظهر في بحث سابق أنه مهم للسلوك الاجتماعي والتعلقات الانفعالية «العاطفية» في بواكير العمر. الأوكسيتوسين رُبط أيضًا بالتربية والتعلق العاطفي والقلق.

الدراسة الجديدة «2»، التي نُشرت في مجلة علم النفس المقارن، تعمقت في مجال لم يبحث بشكل جيد من قبل - وهي العلاقة بين الأوكسيتوسين والتجارب الأولى التي مر بها الشخص ومخرجات ذلك حينما يكون الشخص بالغًا.

المؤلفة الرئيسية ماريا بوكيا Maria Boccia، برفسورة دراسات الطفل والأسرة في كلية روبينز للصحة والعلوم الإنسانية في جامعة بيلورقالت: ”منذ أن بدأت معدلات الطلاق في مجتمعنا في الازدياد، كان هناك قلق بشأن آثار الطلاق على الأطفال“. ركزت معظم الأبحاث على التأثيرات قصيرة المدى، كالأداء الأكاديمي، أو المخرجات طويلة المدى كالتأثير على العلاقات. لكن كيف يسبب الطلاق هذه الآثار لا زال سببًا غير معروف.

”الأوكسيتوسين هو هرمون عصبي مهم في تنظيم هذه السلوكيات وهو أيضًا حساس لتأثير أحداث الحياة المجهدة في بواكير العمر“. ”هذه هي الخطوة الأولى نحو فهم الآليات التي قد يكون لها دخل في المشكلة.“

قالت بوكيا إن الدراسات السابقة على الأطفال الذين حدث طلاق بين والديهم وجدت أن هذه التجربة التي مروا بها كانت مرتبطة باضطرابات المزاج وتعاطي المخدرات - وهي سلوكيات وُجد أن لها علاقة بمستوى الأوكسيتوسين. بالإضافة إلى ذلك، تجارب كهذه في مرحلة الطفولة كالطلاق أو وفاة أحد الوالدين قُرنت بالاكتئاب والقلق لدى المراهقين والبالغين، بالإضافة إلى ضعف التربية التي يقوم بها الشخص [حينما يكبر ويتزوج]، وانخفاض في حساسية الوالدية ودفئها لديه، وردود الفعل المفرطة وزيادة ممارسة العقاب التي يقوم بها [ضد أطفاله].

في الدراسة الجديدة، درس الباحثون تأثير الطلاق بين الوالدين في مرحلة الطفولة على مستويات الأوكسيتوسين لديهم حين أصبحوا بالغين. كما طلبوا من المشاركين إكمال مجموعة من الاستبيانات حول نوع التعلق «أواصر المحبة» وقياسات أخرى.

قالت بوكيا: ”ما وجدناه هو أن مستوى الأوكسيتوسين كان أقل بكثير لدى الأشخاص الذين عانوا من طلاق الوالدين مقارنة بأولئك الذين بقي آباؤهم متزوجين، ووجدوا أن الأوكسيتوسين يتساوق مع الاستجابات للعديد من قياسات التعلق «أواصر المحبة»“. هذه النتائج توحي بأن مستويات الأوكسيتوسين تتأثر سلبًا بطلاق الوالدين وقد تكون مرتبطة بآثار أخرى وُثقت في الأشخاص الذين عانوا من طلاق الوالدين. "

تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضًا إلى أن إحدى الآليات التي تساهم في الآثار السلبية للانفصال بين الزوجين المبكر قد تكون تثبيطًا في نشاط الأوكسيتوسين.

في الدراسة الأخيرة، قام الباحثون بحشد 128 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و62 عامًا في مؤسستين للتعليم العالي في جنوب شرق الولايات المتحدة. ومن بين هؤلاء، أشار 27,3٪ إلى أن والديهم كانا مطلقين. متوسط عمر المشاركين في التجربة عند طلاق والديهم كان 9 سنوات.

عند وصولهم إلى موقع الدراسة، طُلب من المشاركين إفراغ مثاناتهم، ثم أُعطي كل واحد منهم زجاجة ماء سعتها 16 أونصة «حوالي 500 مل» ليشربها قبل أن يكمل استبيانات عن والديه «الأم والأب» وأقرانه أثناء مرحلة طفولته، بالإضافة إلى فعالياته الاجتماعية الحالية. تناولت الأسئلة أسلوب والدي المشاركين، بما في ذلك المحبة والتعلق والحماية واللامبالاة والسيطرة المفرطة وسوء المعاملة؛ ومستويات ثقتهم بأنفسهم، وتضايقهم من الحميمية في العلاقات، والحاجة إلى رأي الطرف الآخر «حيث يهتم أحد الطرفين برأي واحتياجات الطرف الآخر أكثر مما يهتم بذلك لنفسه، انظر 3» وأساليب علاقاتهم ورعايتهم للآخرين.

بعد أن أكمل المشاركون الاستبيانات، جمعت عينات البول، وقام الباحثون بتحليل تركيزات الأوكسيتوسين فيها. كانت المستويات أقل بكثير لدى الأفراد الذين تضمنت تجربتهم طلاق بين والديهم في مرحلة طفولتهم.

أظهر التحليل الإضافي أن هؤلاء الأشخاص صنفوا والديهم على أنهم أقل اهتمامًا وأكثر لا مبالاة وأكثر تعسفًا «سيئوا المعاملة» بحق أولادهم. أولئك الذين عانوا من طلاق الوالدين أثناء مرحلة طفولتهم كانوا أقل ثقة، ويتضايقون من الحميمية في العلاقات وأقل أمانًا في العلاقات «عدم الثقة بدعم أحد الزوجين للآخر في وقت الحاجة». كما أنهم صنفوا أسلوبهم الشخصي في تقديم الرعاية على أنه أقل حساسية وأقل حميمية في العلاقات من المشاركين الذين لم يحدث طلاق بين والديهم.

قالت بوكيا: ”أحد الأسئلة الأولى التي طرحت عليّ هي عند تقديم هذا البحث أمام باحثين آخرين هو“ ماذا كان عمر الطفل عندما حدث الطلاق بين والديه؟ ”هذا هو السؤال الأكثر إلحاحًا الذي نحتاج إلى استكشافه“.