آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 8:46 م

كيف نوازن بين المصلحة الذاتية وإنصاف الآخرين

عدنان أحمد الحاجي *

كيف نوازن بين المصلحة الذاتية وإنصاف الآخرين؟

بقلم جاك وانغ

Jack Wang

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

How do we balance self-interest with fairness for others?

Aug 25,2020

دراسة أجرتها جامعة شيكاغو تعرفت على العمليات العصبية التي وراء القرارات الأخلاقية اليومية للبشر، كأي كائنات حية، مدفوعون بإحساس فطري بالحفاظ على الذات. لكنهم أيضًا قاموا ببناء مدن وحكومات وصناعات معقدة ومؤسسات ثقافية دائمة - لن يكون أي منها ممكنًا بدون تعاون طويل الأمد بينهم.

هذا النوع من التعاون لا يتوقف فقط على الرغبة في المنافع الفردية، ولكن الشعور بالإنصاف المجتمعي وما يسميه الاقتصاديون التفضيلات الاجتماعية «لتعريف هذا المصطلح، راجع 1».

باستخدام التعلم الآلي لتحليل عمليات مسح الدماغ وإشارات الفيزلوجيا الكهربية، قدم علماء الأعصاب في جامعة شيكاغو لمحة عن الآليات العصبية وراء القرارات المعقدة دراسة جديدة «2» أجراها علماء الأعصاب المعرفي «الإدراكي» في جامعة شيكاغو تعطي لمحة عن كيف يوازن الناس بين المصلحة الذاتية وبين إنصاف الآخرين - وتقدم دليلاً على أن الأول له الأولوية على «أكثر أهمية من» الثاني.

قال الدكتور كيث يودر، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة شيكاغو والمؤلف الأول للدراسة: ”في الحياة اليومية، القرارات التي تتخذها لا تؤثر على نفسك فحسب، بل تؤثر على الآخرين“. ”كيف نوازن بين هذه المسائل التي تدعو للقلق؟“ باستخدام التعلم الآلي لتحليل عمليات مسوحات الدماغ وإشارات الفسلوجيا الكهربية، يودر Yoder والبروفسور جين ديسيتي Jean Decety، الباحث العلمي الرائد في علم النفس الأخلاقي وجدا أن الشبكات القشرية المتعددة مخصصة لمعالجة القرارات التي تفيد الذات، وأن المصلحة الذاتية تهيمن على المراحل الأولى من اتخاذ القرار. علاوة على ذلك، لا توجد أنماط «اتجاهات» تنشيط عصبي متداخلة بين انصاف الذات وانصاف الآخرين.

تشير النتائج إلى أن الأشخاص يتخذون خيارات المصلحة الذاتية بسهولة أكبر من اتخاذ الخيارات التي تضمن انصاف الآخرين، ولكنها تكشف أيضًا أن الإنصاف هو حيثية مهمة «اعتبار مهم» بمجرد أن تُلبى الاحتياجات الفردية.

أُجري المسح أثناء مشاركة الأشخاص في لعبة الإنذار الثلاثية الأطراف «للتعرف على لعبة الإنذار، راجع 2». وجدت الدراسة أن المشاركين الذين تلقوا عروضًا نقدية كانوا أكثر احتمالًا لقبول عروضًا منصفة بالنسبة لطرف ثالث.

قال ديسيتي، أستاذ علم النفس والطب النفسي المتميز: ”إذا كان لدى الناس ما يكفي لأنفسهم، فسيكونون أكثر إنصافًا مع الآخرين“. ”لكي تبقى على قيد الحياة، عليك أن تهتم بنفسك أولاً. وهذا لا يعني أنك لا تهتم بالآخرين، ولكن عليك أن تبقَ على قيد الحياة أولاً [تحافظ على نفسك أولًا]“.

نشرت في مجلة نيروفسلوجيا Neuropsychologia، الدراسة عملت تجربة مع ”مقدم العرض“ مجهول يقوم بتقسيم 12 دولارًا بينه وبين مشارك ومراقب محايد. خلال العشرات من التبادلات [بين هؤلاء الثلاثة]، قدم مقدم العرض أربعة عروض ممكنة: عرض يحتفظ بكل الأموال تقريبًا لنفسه؛ وعرض آخر يقسم المال بالتساوي إلى ثلاثة أجزاء؛ وآخر يقسمها الى جزأين حيث يقسم المال إمًا مع المشارك أو المراقب - مع ترك الآخر [المشارك أو المراقب] بدولار واحد فقط.

نظرًا لأن العروض كانت افتراضية، فإن قرارات المشاركين بالقبول أو الرفض لم تكن مدفوعة بالحوافز المالية الفعلية. قال يودر: ”المهمة تستفيد بالفعل من تفضيلات «اتجاهات» الإنصاف الحقيقية المنخفضة المستوى“.

أجرى الباحثون اللعبة على مجموعتين: فحص 32 شخصًا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، بينما خضع 40 شخصًا لتخطيط كهربية الدماغ «EEG» عالي الكثافة، والتي تتتبع النشاط الكهربائي في الدماغ. كانت الاختلافات في بيانات ال EEG ملفتة للنظر بشكل خاص: تحليل التعلم الآلي استطاع بالتنبؤ بالقرارات الذي تأخذ في الاعتبار المصلحة الذاتية في غضون 200 مللي ثانية، لكن يتطلب التنبؤ بالقرارات التي تضمن إنصاف الآخرين ما يقرب من 600 مللي ثانية [يعني ثلاث مرات أبطأ من القرارت المتعلقة بالمصالح الذاتبة].

وقال يودر إن النتائج تساعد في توفير نظرة ثاقبة للآليات العصبية الأساسية التي تدعم القرارات الأكثر تعقيدًا.

قال يودر: ”علينا أن نفهم كيف تُخصص الموارد بشكل منصف“. ”إن معرفة كيف يتخذ الناس تلك القرارات مهم جدًا. يمكن أن تصبح هذه الحسابات معقدة بشكل لا يصدق، ويميل الأشخاص إلى الاعتماد على الحدس المهني «لتعريف الحدس المهني، راجع 4»، حيث سيستخدمون الاختصارات «الطرق المختصرة». ويبدو أن رفض العروض غير المنصفة يعتبر بمثابة حدس مهني - حيث يتمكن الناس من اتخاذ هذا القرار بسرعة كبيرة جدًا“.

تُظهِر مخططات ورسومات فروة الرأس أن المزيد من الشبكات القشرية للدماغ مخصصة لمعالجة القرارات التي تفيد الذات وأن هذه التنشيطات لا تتداخل مع الشبكات التي تعالج الإنصاف للآخرين.

الدراسات السابقة في هذا المجال قد أُجريت بشكل عام على طرفين فقط، حيث يتخذ المشاركون قرارات إما لصالح أنفسهم أو لصالح الآخرين. لكن الكثير من هذا البحث لم يضع المصلحة الذاتية للمشارك بشكل مباشر في مقابل قلقه من طرف ثالث مجهول.

قال يودر إن التجربة ثلاثية الأطراف مثل هذه يمكن أن تحاكي بشكل أفضل تعقيدات قرارات الحياة الواقعية، حيث يمكن أن يكون لخيار واحد تداعيات على عدة أشخاص.

يأمل المؤلفون في التوسع في عملهم من خلال إجراء هذه التجارب بمسح دماغي متزامن، والذي يمكن أن يسلط الضوء على البصمة العصبية لأطراف اتخاذ القرار الأخرين. قال يودر: ”بينما نعيش حياتنا، لسنا دائمًا في دور المستجيبين الأوائل responders“. يمكن أن تكون مثل هذه القرارات معقدة أيضًا عندما تتعلق بالعائلة أو الأصدقاء أو المعارف وليس الغرباء.

بالإضافة إلى ذلك، يأمل علماء الأعصاب في إجراء تجارب يمكن أن تدرس كيف تُدرك / تُتصور مفاهيم الإنصاف أو التعامل معها في سياقات ثقافية واجتماعية مختلفة. يمكن إجراء الدراسات المستقبلية في البلدان التي تقدر «تعطي قيمة ل» مبدأ الجماعية collectivism «للتعريف، انظر 5» أكثر من مبدأ الفردانية «للتعريف، راجع 6»، أو مع أشخاص ذوي دخل وثروة متفاوتة.

”لو ملكت الكثير من الموارد، هل ستهتم أكثر أو ستهتم أقل بالآخرين؟“ يقول ديتي: ”الأمر ليس واضحًا.“

تعريفات ومصادر من خارج وداخل النص

1 - ”التفضيلات الاجتماعية هي نوع من التفضيلات التي تتم دراستها في الاقتصادي السلوكي والتجريبي وعلم النفس الاجتماعي، بما في ذلك الإيثار والعدل والمعاملة بالمثل، والنفور من عدم المساواة.“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تفضيلات_اجتماعية

2-https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0028393220302499?via%3Dihub

3 - لعبة إنذار ”لعبة إنذار هي تجربة أو لعبة كما تسمى في حقل الاقتصاد التجريبي. حظيت على اهتمام كبير لبعدها الاقتصادي والنفسي. تتكون اللعبة من شخصين يوهبان مبلغاً من المال على أن يقترح لاعب منهم النسبة ويقبلها الاخر. ان لم يقبلها الاخر فلن يحصل أي منهما على المال. عدم تكرار هذه اللعبة بين هذين الشخصين شرط في هذه اللعبة حتى نضمن أن لا يكون هناك اعتبار للمعاملة بالمثل“ اقتبسناه من نص ورذ على هذا العنوان:. https://ar.wikipedia.org/wiki/لعبة_إنذار

4 - حدس مهني «بالإنجليزية: Heuristic» ‏ هو مصطلح يشير إلى الطرق المستخدمة في حل المشاكل الإنسانية والالية باللجوء إلى التجارب أو الخبرات التقنية.

يعرف معجم اللغة العربية بالقاهرة الحدس المهني بأنه المقدرة النامية للفرد لحل المشاكل عن طريق الخبرة الطويلة" اقتبسناه من نص على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/حدس_مهني

5 - ”الجماعية «Collectivism» هو المصطلح المستخدم لوصف أي وجهة نظر أخلاقية أو اجتماعية أو سياسية تشدد على أهمية التواكل المتبادل بين أفراد المجتمع. والجماعيون بشكل عام يرغبون بإعطاء أولوية لأهداف المجتمع كافة فوق أهداف الفرد. فالمجتمع - بنظرهم - ذو قيمة أكبر من الأفراد الذين يكونونه. بمعنى آخر، الجماعية عكس الفردية، أي أن ثقافات المجتمعات قد تكون جماعية أو فردية“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان:. https://ar.wikipedia.org/wiki/جماعية

.

6 - "الفردية «بالإنجليزية: Individualism» ‏ هي موقف أخلاقي، أوفلسفة سياسية، أوأيديولوجيا، أو النظرة الاجتماعية التي تؤكد على القيمة المعنوية للفرد. تدعو الفردانية إلى ممارسة أهداف الفرد ورغباته لتكون قيمه مستقلة ومعتمداً على نفسه. تعتبر الفردانية إن الدفاع عن مصالح الفرد مسألة جذرية يجب أن تتحقق فوق اعتبارات الدولة والجماعات،

" اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/فردانية

المصدر الرئيس

https://news.uchicago.edu/story/how-do-we-balance-self-interest-fairness-others